استقبل مخيم برج البراجنة أمس في «مركز أحلامنا» ممثلي الجامعات والمعاهد اللبنانية لتوجيه الطالب الفلسطيني نحو اختصاصات يُسمَح له بمزاولتها في سوق العمل. فكيف تقبّل الطلاب هذا النشاط؟قاسم س. قاسم
«التوجيه المهني للطلاب الفلسطينيين» هو الهدف الذي جمع ممثلي الجامعات والمعاهد اللبنانية في «مركز أحلامنا» في مخيم برج البراجنة أمس. أتى هؤلاء من مختلف الجامعات كي يشرحوا للتلاميذ الآفاق الموجودة أمامهم إذا أرادوا أن يكملوا تعليمهم، وإن لم يرغبوا بذلك، فالمهنيات موجودة أيضاً لتشرح لهم الاختصاصات المتاحة. «حلمنا كان نفوت على الجامعة الأميركية، هلق صار في عنّا أمل»، تقول تلميذة الصف الأول ثانوي هبة عيساوي. «خفت أن أقترب من الطاولة في البدء»، تقول هبة مشيرة إلى طاولة ممثل الجامعة الأميركية في بيروت. أما سبب خوفها، فـ«لأنني أعرف أنّ أقساطها مرتفعة، وأهلي لا يملكون المال الكافي لذلك». تولى ممثل الجامعة الأميركية محمد شحادة الشرح لهبة، مؤكداً أنّ جنسيتها الفلسطينية لن تمنعها من دخول الجامعة التي تضم طلاباً من مختلف الجنسيات، بل إنّ «فلسطينيتها» ستساعدها أكثر في الجامعة «لأنّنا نقدم منحاً للفلسطينيين». أضاف شحادة: «يمكنك أن تعملي داخل الجامعة أيضاً». بعد طمأنة هبة إلى إمكان قبولها في الجامعة، بدأ شحادة بشرح الخيارات المتاحة لها، فتحدث عن الاختصاصات التي لا تحتاج ممارستها إلى إذن من نقابةٍ ما مثل «الغرافيك ديزاين» والمحاسبة. أما اختصاصا الهندسة والطب فلم يُذكَرا، والسبب هو أنّ «أقساطهما مرتفعة جداً إلى جانب حاجتها لإذن من النقابة»، كما يقول. بالقرب من عيساوي يقف أكرم عودة ويستمع إلى شرح شحادة. يقترب أكرم ببطء ويستفسر عن اختصاص إدارة الأعمال ثم يتوجه بعيداً عن الطاولة. يعود مجدداً ليستفسر عن «عدد المقررات اللازم درسها»، لافتاً إلى أنّ المعلومات ساعدته كثيراً، لأنّه لم يكن يعرف «كيف بدي أفوت على الجامعة الأمركية».
إذاً، اقتصرت استفسارات الطلاب على اختصاصات تحتاج إليها سوق العمل ويمكن الفلسطينيين مزاولتها، وخصوصاً أنّ القانون اللبناني يمنعهم من مزاولة سبعين مهنة. قضى ممثلو الجامعات والمعاهد معظم وقتهم بشرح الاختصاصات التي يُمكن أياً كان مزاولتها. فالهندسة الداخلية مثلاً «لا تحتاج إلى إذن النقابة ويمكن مزاولتها من البيت»، يقول شحادة.
وقدّم ممثلو الجامعات شروحاً تفصيلية عن العروض و«المساعدات التي تقدّم للطالب الفلسطيني من السفارات الأجنبية والعربية»، كما قال ممثل الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجية.
أما بالنسبة إلى النشاط، فهو الأول من نوعه في مخيم برج البراجنة، ويأتي ضمن «خطة للتوجيه المهني للطلاب الفلسطينيين»، كما تقول لارا سمعان المسؤولة عنه، مشيرة إلى أنّ هذا المشروع أتى بعد جولة ميدانية قام بها فريق «مركز أحلامنا» على تلاميذ مدارس الأونروا ليجدوا أنّ «أغلب الطلاب لا يعرفون شيئاً عن التوجيه المهني وحاجة السوق، لذا، أتينا إلى المخيم لنشرح لهم بدلاً من أن يذهبوا إلى المعارض التي تتولى شرح مثل هذه الأمور»، تقول.
هكذا، خرج الطلاب من المركز حاملين همّين: كثرة الكتيّبات التي وُزعت عليهم، وهمّ تحقيق حلمهم في الجامعات التي زاروها افتراضياً.

كان محمد شحادة النجم في نشاط أمس. فاسم الجامعة التي أتى ليمثلها كان كافياً لجعل الطلاب يتحلقون حوله. وكان شحادة في ختام كل حديث يتمنى الحظ السعيد للجميع و«أن نراكم يوماً ما داخل حرم الـAUB»