دبي ــ ملاك خالدشادي: صاحب مجموعة شركات، يقيم في دبي منذ 5 سنوات. لينا: مهندسة مقيمة في دبي منذ ولادتها. هاني: طبيب أسنان، مقيم في دبي منذ 3 سنوات. فوزي: مهندس يقيم في دبي منذ سنة ونصف. نسيم: مديرة تطوير برامج، مقيمة في دبي منذ 6 سنوات.
هذه نماذج من أكثر من ألف فلسطيني التقيت بهم في دبي التي انتقلت للإقامة فيها منذ عام ونصف. يتنقلون من دون أي تعقيدات إلى بلاد لجوئهم الأولى، وربما الثاني، وحتى إلى بلاد الترفيه والسياحة، ويعودون إلى دبي. في هذه الإمارة، تلتقي الفلسطينين في كل مكان وأي مكان، سياراتهم ليست أقل ثمناً من سيارتك، وربما يتقاضون رواتب أعلى من تلك التي يتقاضاها اللبنانيون هنا. يعيشون في بيوت كبيوت الناس الباقين، يتاح لهم أن يحلموا بالغد، وأن يخططوا لمشاريع مستقبلية، ويمتلكون الحق بالتعلم والتملك.
هنا، يعلن الفلسطيني أنه فلسطيني دونما خجل. حين تكتشف مثلاً أنه عربي عبر كلمة «زلقت» في حديث كان يدور باللغة الإنكليزية (التي يتقنونها بطلاقة تامة لأنهم حظوا بتعليم لا يقل بأي درجة عن مستويات تعليم باقي الناس)، وتسأله من أين؟ سيجيبك أنه فلسطيني، دون أي اعتبار للهجة التي قد تشي بما لا يود إعلانه. في دبي لا قيمة ولا معنى لنكتة «بْندُورة أو بنادورة». لن يضحك عليها أحد لأنه لن يفهمها، إلا إذا كان لبنانياً. في دبي، اكتشفت واقعاً آخر للفلسطينيين، جعلني أحوّر كلمات أغنية زياد الرحباني لأدندنها قائلة: «يا زمان العنصرية».