فازت أمس اللائحة الائتلافية التي تضمّ قوى المعارضة و14 آذار بالمقاعد الـ12 لنقابة المعلّمين في المدارس الخاصة. وجرت الانتخابات في دورتها الثانية بمن حضر، بإشراف مصلحة النقابات العمالية والمهنية في وزارة العمل ومراقبة مندوبي الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات
فاتن الحاج
كشفت صناديق الاقتراع للمجلس التنفيذي لنقابة المعلمين في المدارس الخاصة أنّ الحديث عن التشطيب لم يكن مجرد شائعات عكّرت أجواء اليوم الانتخابي. فالفارق بين أول الفائزين وآخرهم في اللائحة الواحدة (764 صوتاً) ليس بسيطاً، برأي المراقبين، إذا ما قورن بعدد المقترعين الذي لم يتجاوز 6668 أستاذاً. رسم الفارق أكثر من علامة استفهام بشأن التزام القوى المؤتلفة «التوافق» أو ما سمّي «الزواج بالإكراه». لكن المرشحين تحدثوا عن تشطيب فردي لا قيادي مارسه المعلمون على خلفية أنّ مزاج الشارع لا يزال يؤثر في أماكن محددة. وتساءل البعض عما إذا كان التفاوت في الأصوات سيؤثر في تعكير الجو النقابي «السليم» الذي افترضه الائتلاف. .
«حركة بلا بركة»، هكذا يعلّق أحد المرشحين على العجقة في ثانوية علي بن أبي طالب، مركز اقتراع بيروت. مندوبون كثر وناخبون قليلون. ينتشر مندوبو التحالف اللبناني لمراقبة الانتخابات بقمصانهم الزرقاء بين الأقلام، ولا يكفّون عن تسجيل مشاهداتهم وتصويرها. يتعذر رؤية ما يكتبون. لكن يمكن ملاحظة عيونهم وهي تراقب الضغط الذي يمارسه مناصرو اللائحة التوافقية على الناخبين.
في المركز، تولى فرع بيروت برئاسة محمد ريحان التنظيم اللوجستي. وأكد ريحان «أنّ المقاصديين يلتزمون اللائحة كاملة، وهذا ما فعلوه في الدورة الأولى وإن عبروا عن استيائهم من التركيبة واستبعادهم». رئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق كان هنا لمواكبة سير الانتخابات، فعلّق قائلاً: «لم نكن ضد الأشخاص، بل ضد التوليفة. فالمعلم معلم والنقابي نقابي».
وكانت قد سبقت الانتخابات اتصالات من مراجع سياسية ودينية وتربوية تمنّت على رئاسة الجمعية العودة إلى لائحة المعلم النقابي الائتلافية. وتوصل لقاء عُقد مساء الخميس الماضي في مركز نقابة المعلمين في جونية إلى تفاهم يحفظ حق النقابي المقاصدي جمال الحسامي، تقديراً لإسهاماته في مأسسة الأمانة العامة للنقابة. وكانت النتيجة أن انضم الحسامي إلى الائتلاف، مقابل اتفاق مع الأمين العام المنتظر وليد جرادي بشأن المناصب يعلن عنه في اجتماعات لاحقة. وبذلك انسحب مندوب المقاصد في اللائحة الدكتور خالد الجندي لمصلحة الحسامي.
في المقابل، تألفت لائحة الإنقاذ النقابي وهي لائحة غير مكتملة برئاسة رئيس رابطة أساتذة اللغة الإنكليزية رينيه كرم. اللائحة كانت ملغومة، إذ أدرجت مرشحي حركة أمل وحزب الله على لائحة التوافق: ابراهيم يونس ويوسف البسّام. كرم عزا في اتصال مع «الأخبار» الخطوة إلى الخوف من تشطيب الأسماء المسلّمة في مركز جبل لبنان، و«لأننا مقتنعون بأنهم جماعة أوادم». وجدد التأكيد «أننا نخب مستقلة خاضت المعركة ضد محاصصة الأضداد السياسية للمجلس التنفيذي للنقابة ورفضاً لعودة الإقطاع النقابي الذي يتحكم بالمجلس منذ 20 عاماً». وشكا كرم من منع مندوبي اللائحة من دخول مركزي طرابلس وصيدا رغم حيازتهم بطاقة مندوب. كذلك بقي أربعة مرشحين آخرين خاضوا الانتخابات منفردين.
وأصدرت لائحة المعلم النقابي بياناً تعهدت فيه بمواصلة العمل النقابي لتحقيق ما لم يتحقق من المشاركة في القرار التربوي والعمل على إلغاء ارتباط نقابة المعلمين في لبنان بوزارة العمل وإلحاقها بوزارة التربية عبر إقرار النظام الداخلي للنقابة. ووعد البيان بإنشاء «نادي المعلم» وإقامة علاقات وثيقة مع اتحاد المعلمين العرب والمنظمات التربوية الدولية.


أسماء الفائزين

اقترع أمس في كل لبنان 6668 أستاذاً في المدارس الخاصة من أصل 19552 ناخباً، أي بنسبة 34.1 في المئة. وهنا أسماء الفائزين، أعضاء اللائحة الائتلافية مع أعداد الأصوات التي حصلوا عليها: إهاب نافع (الجماعة الإسلامية، 5744 صوتاً)، جمال الحسامي (مستقل، 5670 صوتاً)، نقولا الغصين (مستقل، 5637 صوتاً)، نعمة محفوض (يسار ديموقراطي، 5620 صوتاً)، وليد جرادي (تيار المستقبل، 5474 صوتاً)، مجيد العيلي (كتائب، 5415 صوتاً)، إبراهيم يونس (حركة أمل، 5384 صوتاً)، أنطوان المدور (تيار وطني حر، 5192 صوتاً)، يوسف البسام (حزب الله، 5138 صوتاً)، رودولف عبود (تيار وطني حر، 5131 صوتاً). شربل الحامض (تيار المردة، 5104 أصوات) ومارون الفرخ (قوات لبنانية، 4980 صوتاً).