قدّم «علاء» (اسم مستعار لشاب عمره 26 عاماً) لكلّ من أيمن ومازن عرضاً سخيّاً بالعمل، خلال فترة حرب تموز 2006، فطلب منهما مساعدته في ترويج العملات المزوّرة، مقابل حصولهما على نسبة من الأرباح. طلب الشابان مهلة للتفكير، ثم اتفقا على قبض الأموال من علاء وتسليمها إلى القوى الأمنية. بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان، في 16/8/2006، سلّمهما علاء مبلغ 620 دولاراً أميركياً من فئة 20 دولاراً، إضافة إلى مبلغ 90 ألف ليرة لبنانية من فئة 10 آلاف. وبعد مرور نصف ساعة على مغادرة علاء، توجّه أيمن ومازن إلى مركز فصيلة بحمدون، وعرضا ما حصل معهما، وسلّما عناصر التحقيق الأموال. استُدعي علاء للتحقيق حينها، وأدلى بإفادته أمام مكتب مكافحة الجرائم المالية وتبييض الأموال، فاعترف بالأمر، وتحدث عن «عبد الرحمن» (اسم مستعار لشاب عمره 23 عاماً) وقال إنه تسلّم منه الأموال. استمع المحققون حينها إلى إفادة عبد الرحمن، فاعترف الأخير بأنه طبع العملة المزوّرة بواسطة آلة ناسخة. دهم أفراد المكتب منزل عبد الرحمن فعثروا على الآلة المذكورة، إضافة إلى 18 ورقة وقد صوّر عليها رسم ورقة نقدية من فئة 20 دولاراً أميركياً، وتبيّن أن وجه العملة المضبوطة سابقاً مطابق للمطبوع على الأوراق البيضاء.في التحقيق الاستنطاقي، أنكر علاء مضمون إفادته الأولى، وأكد أنه تسلّم الدولارات على أوراق عادية من عبد الرحمن، وسلّمها إلى أيمن ومازن على هذا النحو، متهماً إياهما بتوضيبها لتأخذ شكل العملة النقدية، كما أنكر علاقته بالعملة اللبنانية المزوّرة نهائياً، فيما أشار عبد الرحمن إلى أنه سلّم علاء صورة العملة الأميركية بناءً على طلب الأخير من دون أي علم له بترويجها. وفي المحاكمة العلنية، أعلن علاء أنه أدلى بإفادته الأولى تحت تأثير الضرب، معقّباً بأنها جاءت بناءً على نصيحة محاميه، بينما الحقيقة هي أنه صوّر العملة هو وعبد الرحمن بهدف تجربة الآلة. وبعد إخلاء سبيلهما، تخلّف المتهمين عن حضور جلسات المحاكمة، فحوكما غيابياً، وحكمت محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضية هيلانة إسكندر، وعضوية المستشارين حارس الياس وغادة أبو كروم، بتجريم علاء وعبد الرحمن بموجب المادتين 443 و440 عقوبات، وسجنهما 7 سنوات مع الأشغال الشاقة، إضافة إلى تغريم كلّ منهما 30 مليون ليرة لبنانية، وتجريدهما من حقوقهما المدنية، مع منعهما من التصرف بأموالهما المنقولة وغير المنقولة. كذلك حكمت المحكمة بإتلاف أوراق العملة المزوّرة ومصادرة الآلات المستعملة.
(الأخبار)