رضوان مرتضى«مرتي.. مرتي.. خطفوا مرتي...»، يصرخ «محمد» (اسم مستعار، مواليد 1982) راكضاً باتجاه شابين صادف مرورهما قربه في الضاحية الجنوبية، بعد منتصف ليل الجمعة الفائت. «الله يخلّيكن ساعدوني... أخذوا مرتي وهربوا. خلّينا نلحقهن قبل ما يهربوا».
يروي محمد ما حدث معه للشابين، يقول: «كنت ماراً مع زوجتي على جادة هادي نصر الله، عندما اعترضتنا حافلة صغيرة في داخلها 3 شبّان. ترجّل منها شخصان ليعتديا عليّ بالضرب، قبل أن يمسك أحدهما بـ«مريم» ويُدخلها بالقوة إلى الحافلة». يضيف محمد والحسرة تنضح من وجهه: «حاولت أن أنقذها، لكنّهما كانا أقوى منّي».
يركب محمد خلف أحد الشابين الذي اقتنع بقصته، ويتّجهان فوراً إلى مخفر الدرك في المريجة لتقديم بلاغ. يسارع محمد بالدخول، طالباً من أحد رجال الأمن إرسال دورية معه للبحث عن زوجته المختطفة، لكنه يفاجأ بالدركي يطلب منه الذهاب إلى مخفر البرج لتقديم البلاغ، باعتبار أن عملية الخطف جرت ضمن نطاق عمل المخفر الأخير. يصر محمد على الدركي بأن يرسل معه أحداً لمساعدته قبل أن يبتعد الخاطفون، فينهره قائلاً: «يا خيي مش فاضيين، روح على البرج واتركنا نشتغل».
يصل محمد وسائق الدراجة إلى مخفر البرج حيث فوجئا برجل أمن يطلب إليهما التوجه إلى مخفر حارة حريك، لأن المنطقة التي وقعت فيها عملية الخطف تقع ضمن نطاق المخفر الأخير. يتدخّل الشاب ليقول: «البلاغ ليس حول سرقة دراجة نارية، لقد سرقوا زوجته!»، إلا أن المعاون يصرّ على قوله الأول: الحل هو في مخفر حارة حريك. يصل الشابان إلى مخفر الحارة، بعد مرور نحو 45 دقيقة على عملية الاختطاف. في المخفر، يطلب رجل الأمن هوية الزوج، موجّهاً إليه عدداً من الأسئلة: هل لديك مشاكل سابقة؟ ثأر أو غيره؟ هل تعرف هوية الذين هاجموك؟ رقم لوحة الحافلة... ينفي محمد وجود أعداء له، مشيراً إلى أنه لم يلتفت إلى رقم اللوحة بفعل الصدمة. يعود بعدها رجل الأمن ليسأله عن عمر زوجته ومواصفاتها. الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل. تعمم المواصفات التي أدلى بها محمد على قطعات قوى الأمن، وتتكرر محاولات الاتصال على هاتف الزوجة المقفل. بعيد الثانية والنصف، يرن هاتف مريم فتُجيب، يسألها الدركي: هل أنت بخير؟ فترد بالإيجاب، مستفسرةً عن هوية المتصل، بعدما يعرّفها بنفسه يسألها عن مكانها ويخبرها بأن زوجها تقدم ببلاغ عن تعرّضها للخطف. تنكر مريم، متّهمة زوجها بالكذب، مشيرة إلى أنها موجودة في محلّة الكفاءات. يطلب إليها رجل الأمن البقاء في مكانها ريثما تصل الدورية لإحضارها.
في المخفر، نفت مريم تعرّضها للخطف، مؤكدة أنها صعدت إلى الحافلة بملء إرادتها، لكن زوجها حاول اعتراضها، فدفعه أصدقاؤها. يطلب رجال الأمن النشرة الخاصة بكل من الزوجين، فيتبيّن أن سجل الزوجة حافل بعدد من السوابق، فيما سجل الزوج لا يزال نظيفاً. أوقف الأخير بسبب تقدمه ببلاغ كاذب، بينما أخلي سبيل الزوجة.
في اليوم التالي، أطلق سراح محمد الذي قرر الانفصال عن زوجته، وبدأ بإجراءات الطلاق.