زحله ــ نقولا أبو رجيليلم تنتظر المؤسسات السياحية في وادي العرايش أموال الهيئة العليا للإغاثة كي تنفض آثار السيول والفيضانات التي اجتاحت المكان مطلع آذار الماضي. فلم يكد الجيش اللبناني ينهي مسح الأضرار على طول مجرى نهر البردوني، حتى باشرت المطاعم والمقاهي بترميم ما خلفته الكارثة الطبيعية. وقد استبق أصحاب المؤسسات حلول عيدي الفصح لدى الطوائف الغربية والشرقية لإعادة الأمور إلى طبيعتها والاستعداد للموسم السياحي هذا العام.
يواكب باسكال نمير، أحد أصحاب مطعم نمير في وادي العرايش، عمال ورش الصيانة الذين انتشروا على مساحة مطعمه. انهمك هؤلاء في صب الباطون وإعادة طلاء الدهان وتلحيم الحديد وتبليط أرض الصالة وإصلاح الأعطال الكهربائية. يشرح نمير قائلاً إنّ حجم الأضرار في مؤسسته يفوق مئتي ألف دولار أميركي، ما اضطره وأشقاءه إلى اقتراض مبالغ مالية كبيرة من أحد المصارف والعمل طوال أيام الأسبوع لتأهيل مطعمهم وترميم ما خلفته السيول.
في مطعم وكازينو عرابي، يرحب جان عرابي، صاحب المطعم، بنحو عشرين سائحاً من جمهورية تشيكيا يدخلون الصالة لتناول الغداء. يبدي الرجل ارتياحه لحركة الرواد التي «بدأت تستعيد حيويتها بعدما شارفت أعمال الصيانة والترميم على نهايتها»، يقول، مطالباً الهيئة العليا للإغاثة بالإسراع في دفع التعويضات لمستحقيها. وفيما تفاوتت الأضرار بين صالة وأخرى، بلغ حجم خسائر المطعم نحو 20 ألف دولار أميركي.
يضع جان بيار قريطم، صاحب مقهى ومطعم قريطم، اللمسات الأخيرة على المكان. يقوم وعدد من العمال بترتيب الطاولات والكراسي وتنظيف الصالة التي تعرض بعض محتوياتها لأضرار جزئية وخسائر لا تتجاوز قيمتها خمسة آلاف دولار أميركي. «سنفتح أبواب مطعمنا خلال فترة الأعياد»، يؤكد قريطم بثقة معزياً نفسه بالقول: «اللي بيشوف مصيبة غيره بتهون عليه مصيبته»
لكن انتشار العمال في المكان لم يمنع الشاب حسن شومان من التنزه في وادي العرايش. «أتينا خصيصاً من بعلبك للترفيه ومشاهدة ما جرى هنا قبل شهر»، يقول قبل أن يتابع هو ورفيقتاه جولتهم صعوداً باتجاه المقاهي المتضررة.
أما رئيس بلدية زحلة ـــــ المعلقة المهندس أسعد زغيب فالتقته «الأخبار» أثناء تناوله الغداء مع بعض الأصدقاء في أحد مطاعم وادي العرايش. يؤكد زغيب أن التجارب السابقة أثبتت عدم صدقية الجهات المعنية في الهيئة العليا للإغاثة بالتعويض على أهالي زحلة في حالات مماثلة لما حصل الشهر الماضي على ضفتي نهر البردوني. يسأل زغيب عن الطريقة التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة مدى 15 عاماً في التعاطي مع احتياجات مدينة زحلة من مختلف النواحي.
بالعودة إلى الكارثة، فقد أدى ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من معدلاتها الطبيعية خلال فصل الشتاء وذوبان الثلوج بسرعة إلى تدفق كميات كبيرة من أعالي قمم جبل صنين جارفة معها الصخور والوحول على طول المجرى الطبيعي لنهر البردوني.


حجم الخسائر

يجمع أصحاب المؤسسات السياحية على أن الخسائر المادية التي أحدثتها السيول والفيضانات بممتلكاتهم تراوح بين 450 و500 ألف دولار أميركي، عدا الأضرار التي لحقت بباقي المنشآت السياحية والتجارية من مطاعم ومتنزهات وأحواض لتربية الأسماك المنتشرة على ضفتي البردوني صعوداً حتى بلدة قاع الريم. يذكر أنّ متنزهات ومقاهي وادي العرايش تمتد على ضفتي نهر البردوني لمسافة نحو 800 متر. في المكان خمسة مطاعم تقع بعض صالاتها المسقوفة فوق مجرى النهر وصالتان للألعاب والتسلية وسبعة مقاهٍ، إضافة إلى عدد من المحالّ المعدّة لبيع الهدايا والتحف الفنية.