أحمد محسن«حفارو القبور، يلعبون البوكر بعد قهوة الخامسة صباحاً، بانتظار أن يطرد العشب الندى». هكذا يصف بوكوفسكي العلاقة بين الأحياء والأموات. ديالكتيكياً، أقرب الناس إلى عالم الموت، هم حفارو القبور فعلاً. لكنّهم، كما شرح الشاعر الأميركي، يغادرون سريعاً نحو دورة الفصول الطبيعية. هذا ليس مهماً، فنحن نحفر يومياتنا في الهواء. ندفنها هناك بلا شفقة. ندخل العالم ونغادره كأنّه صالون. لن يتوقف الأمر على سرير يسمّونه قبراً. ما أفكر به، هل تأخذ الفصول مكانها في القبور؟ وهل تبرد الرفاة؟ لا إجابة. أخشى أنّ في القبور دفئاً، يمتص لهفة من فيها بالخروج قليلاً، للتنزه في الحدائق. أخشى على الأموات من روتين ضارٍ، وأحثهم على ارتكاب خطيئة، تسيل لعاب الشمس داخل أفواههم.