أمل عبد اللهنجحت دراسة أجراها باحثون أميركيون في الكشف عن أحد العوامل المسببة للعقم عند الرجال، ويتوقع الطبيب مايكل هيدبراند، المسؤول عن هذه الدراسة، أن يستفاد من نتائجها في تصنيع حبوب لتحديد النسل خاصة بالرجال. كان الهدف الرئيسي من هذه الدراسة التي أجريت على مجموعة من العائلات الإيرانية، الكشف عن العوامل الجينية المسؤولة عن الصمم، لكن تبين من خلال الفحوصات العديدة التي أجريت للعائلات المشاركة أن ذكوراً في اثنين منها يحملون نسخاً معدلة من الجينة المعروفة بـCATSPER1 وأنهم في الوقت نفسه يعانون العقم. وكانت دراسات أجريت على الفئران في وقت سابق قد أثبتت أن النسخ المعدلة من جينةCATSPER1 تسبب العقم عند الرجال.
تحمل جينة CATSPERA1 المعلومات المسؤولة عن إنتاج البروتين الذي يتحكم بقدرة الحيوانات المنوية على السباحة واختراق البويضة خلال عملية التلقيح. أما التعديل في هذه الجينة فينتج منه إما نسخ غير فعالة من البروتين أو غياب كلي له. وهذا ما يمنع الحيوانات المنوية من الحصول على الطاقة الضرورية لإتمام عملية التلقيح، فيحدث العقم. أما عن كيفية الاستفادة من هذه المعلومات لتوفير علاج للعقم، فيقدر الباحثون أنه سيتم من خلال استهداف الجينة المصابة علاجياً وتوفير بدائل لهذا البروتين.
وبالنسبة إلى الإفادة منها في تحديد النسل، فإن «تحديد النسل المناعي» immunocontraception قد يكون السبيل إلى ذلك. وتقوم هذه العملية على تطوير مجموعة من الأجسام المضادة antibodies للبروتين، تتحد معه وتعيق عمله، ولكن يؤكد الباحثون أنه لا يمكن اعتماد هذه الطريقة قبل أن يُتأكد من فعاليتها، سلامتها وعدم تسببها بمضاعفات تؤدي إلى عقم دائم عند الرجال.
إن تصنيع هذه الحبوب سيوفر، وفق معدي الدراسة، خياراً جديداً لتحديد النسل عند الرجال، يضاف إلى استخدام الواقي الذكري والخضوع لعملية قطع القناة الدافقة vasectomy. وهو خيار يتوقع أن يلقى ترحيباً عند الرجال والنساء على حد سواء.