قاسم س. قاسمبدت كأنها قمة عربية مصغّرة، لكن على مستوى السفراء، حضرها إليهم المدير العام للأونروا في لبنان سلفاتوري لومباردو، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير خليل مكاوي. مكان الدعوة، ورغم الورشة المفتوحة لتأهيل واجهته، كان منزل السفير المصري أحمد البديوي لا السفارة. أما غرض الاجتماع فكان «الوقوف على مجمل الأوضاع المتعلّقة بالمخيمات واللاجئين الفلسطينيين في لبنان الشقيق، وخصوصاً ما يتصل بتطورات عملية إعادة إعمار مخيم البارد»، كما قال السفير المصري في كلمته، و«مواكبة جهود الدولة اللبنانية، بالتعاون مع الأونروا والدول والجهات المانحة، لإعادة إعمار مخيم البارد وتوفير ظروف العيش الكريم للاجئين الفلسطينيين، وذلك تأسيساً على قاعدة رفض التوطين ودعم حق العودة طبقاً لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام».
أما ممثّل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي، فقد قال إن الاجتماع «لأجل إعمار البارد. فالهمّ الفلسطيني هو همّ عربي». أمَّا عن دلالات الاجتماع في منزل السفير المصري لا في ممثّلية منظمة التحرير، فقال زكي لـ«الأخبار» إنّ «المبادرة من السفير المصري ومصر لها دور مهم في المنطقة العربية، وأي مبادرة بهدف نصرة مخيماتنا وشعبنا نؤدي لها التحية». لم ينسَ السفير المصري أن يذكرّ «بالدور الرئيسي الذي اضطلعت به مصر طيلة العقود الستة الماضية في سبيل نصرة القضية العادلة للشعب الفلسطيني، سواءً أكان داخل الأراضي المحتلة أم خارجها». أمَّا بالنسبة إلى الوضع داخل الأراضي المحتلة، فإن مصر تسعى، كما قال، «لمعالجة صفحة الانقسام والتناحر الداخليين وطيّها عبر الحوار بين القوى والفصائل لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية». وأكد السفير المصري أن اللاجئين «إحدى ركائز القضية الفلسطينية التي تظل القضية المحورية بالنسبة إلى العالم العربي». لكنّ الصحافيين الذين لبّوا دعوة السفارة إلى «التغطية»، صُدموا بأن المطلوب منهم الاستماع إلى البيان والسماح بالتقاط صورة، ثم «الرجاء الخروج وسنرسل لكم البيان بأسماء الحضور والمداولات التي جرت»، كما قال من وزّع كلمة السفير المصري. هكذا، ما إن انصرف الصحافيون حتى بدأت المداولات «الحقيقية» خلف الأبواب المغلقة.