فاتن الحاج«دقة ودقة مشينا سنيورة عالهدا/ 3 درجات اعطينا وما منحكي لحدا». بالتنغيم على وزن الأغنية الشهيرة، اختار المعلمون الرسميون التهكم للتذكير بحقهم المسلوب منذ عام 2003. في تظاهرتهم الثانية، استحضر المعلمون خيار مقاطعة أعمال الانتخابات «بكرا يا شباب بيوم الانتخاب/ منطلع نواب ومنّزل نواب، أخدتوا القصة بالنسيان؟ منتلاقى بـ 7 حزيران». يقترح أحدهم استبدال «منتلاقى» بـ «منتحاسب». يضحك زميله ويجيبه «مرة هيك ومرة هيك». و... تكمل التظاهرة طريقها من ساحة بشارة الخوري باتجاه السرايا الحكومية. تثير الهتافات «الانتخابية» حشرية المارة فيتوقفون للاستماع إلى المعلمين فيما تعلو الابتسامات وجوههم. يسرق عمال الورشة المطلة على خط التظاهرة لحظات للفرجة. سكان المباني المجاورة أيضاً يطلّون من النوافذ لرؤية ماذا يجري في الشارع.
تصل التظاهرة إلى ساحة رياض الصلح. يتجمع المعلمون في البقعة المخصصة لهم بعدما زُنّر المكان بعناصر مكافحة الشغب. يستفيد المتظاهرون من الفرصة الأخيرة ما قبل عطلة الفصح الطويلة للتذكير بمعركتهم. وقد بدوا متمسكين أكثر من أي وقت مضى بإقرار مشروع ردم الهوة مع التعليم الثانوي، المقيم منذ شهرين في مجلس الوزراء. المتعاقدون طالبوا بوضع آلية قانونية لرفع بدل أجر ساعة التعاقد من بداية العام الدراسي الجاري، ودفع المستحقات مع فروق زيادة أجر الساعة، وتحديد موعد لمباراة تثبيتهم.
لم يكن معلمو «الأساسي» وحدهم، فقد انضم إليهم ممثل رابطة أساتذة التعليم الثانوي محمد قاسم، وممثل رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية د. عادل خليفة. المشاركة جاءت للتأكيد أنّ الجسم التعليمي واحد، وأن هيئة التنسيق التي تضم روابط المعلمين ستجتمع قريباً لوضع خطة تصون الحقوق. في الخطابات، رفضت رئيسة رابطة المعلمين في بيروت عايدة الخطيب الحديث عن ابتزاز يمارسه المعلمون. وأكدت «لن نتنازل عن السلسلة الموحدة للرواتب وعودة الفارق بين أساس راتب معلم «الأساسي» وأساس زميله في «الثانوي» 14 درجة بدلاً من 17». ولوّح رئيس الرابطة في جبل لبنان كامل شيا بإضراب مفتوح لتتويج ما سمّاه معركة عض الأصابع. أما رئيس الرابطة في البقاع حمود الموسوي، فقال: «من لا يستطيع حل مشاكل مواطنيه لا يستحق أصواتنا». ورأى رئيس رابطة معلمي الجنوب حسان صالح «أن السلطة ترمي التربية في الشارع». وطالب ركان فقيه باسم المتعاقدين بصرف المستحقات وإعطاء الزيادة التي أقرت في مجلس الوزراء: 14 ألف ليرة للمجازين، و11 ألفاً لحملة الثانوية العامة.