في مدرسة الليلكي الرسمية، رسم الأطفال، أمس، على الأوراق البيضاء عالماً يشبههم، وآخر يحلمون به، واستمعوا من متطوّعي «مجموعة إقرأ» إلى قصص اندفعوا لمحاكاة شخوصها بحماسة
سمية علي
تفاعل أطفال مدرسة الليلكي الرسمية مع متطوّعي «مجموعة إقرأ»، خلال مختلف مراحل النشاط الذي أقاموه، وتضمن أداء مشاهد تمثيلية وقراءة قصص مصوّرة ورسماً وتلويناً على الأقمشة.
في فقرة الرسم والتلوين، غرق الأطفال في بحر من الألوان الجميلة. فالأخضر، بالنسبة إليهم، هو لون الطبيعة في قراهم. والأحمر لون الأزهار، والأصفر لون الشمس المشرقة، والأزرق لون السماء التي زارها أحد أبطال قصصهم المفضلة. فقد وجدوا، من خلال النشاطات التي قاموا بها مع متطوّعي المجموعة، متنفّساً عبّروا من خلاله عن واقعهم المتخيّل.
استمعوا إلى قصص كثيرة روتها لهم فادية التنير، إحدى المتطوّعات، وحلّقوا بمخيّلاتهم إلى مكان بعيد لا يعرف عنه الكبار شيئاً. حمل أحمد شرقاوي فرشاة التلوين، ثم بدأ برسم العلم اللبناني. أبدى اهتماماً بما رسمه قائلاً إنه يحب وطنه لأنه ذلك المكان الجميل الذي يعيش فيه مع أصدقائه. وبعدما احتجّت حوراء على المريول الأزرق الذي ألبسوها إياه كي لا تتّسخ ثيابها عند استخدام الألوان قائلة: «لا أريد أن ألبس هذا الكيس، ليس جميلاً»، نسيت احتجاجها عند رؤية الريشة وأدوات الرسم. أمّا أسامة، فبدا منهمكاً برسم ما يذكّره بقريته التي سيزورها قريباً أثناء عطلة الربيع. ارتسمت على وجهه ابتسامة كبيرة، وقال بصوت منخفض «الرسم وقراءة القصص أفضل بكثير من حصّة اللغة العربية المملّة». في مكان آخر، جلس رفاق لأسامة يستمعون بهدوء تام إلى قصة ترويها لهم إحدى المتطوّعات في المجموعة، لكنهم سرعان ما أطلقوا ضحكات عالية لرؤية بعض الإيماءات التي تؤدّيها الراوية أمامهم. ترقّب الأطفال نهاية القصة بشوق، فأطلق بعضهم التنبّؤات، بينما مثّلها آخرون بتشجيع من المتطوّعات: هكذا، وقف محمد عيسى فجأة، وضع ربطة عنق وحمل صحيفة متقمّصاً شخصية الأب الذي يؤنّب ابنه، ليؤدّي بعد نهاية المشهد التحية لأصدقائه، تماماً كممثّل محترف.
«أحبُ التمثيل كثيراً، ومن اليوم سأقوم بقراءة المزيد من القصص في المنزل، وسأمثّل الأدوار التي تعجبني»، قال. خلفه، جلس حسين على كرسي وفي يده قصة «المهرّج» يقرأها باهتمام كبير، تشدّه الصور أكثر من الكلمات، فيحدّق إلى غرفة صفّه ويضيف، «أتمنّى أن يكون صفّي جميلاً كمنزل المهرّج. كنت لأحبّ المدرسة أكثر لو كانت الجدران ملوّنة والطاولات نظيفة!»
تنظر مسؤولة مجموعة «إقرأ» إلى رسوم الأطفال المعلّقة على الحائط، تبدي إعجاباً بأفكارهم ومواهبهم، وتشرح، «ما نقوم به حالياً، من خلال زيارة عدد من المدارس الرسمية، يهدف أساساً إلى تشجيع الأطفال في صفوف الحلقة الأولى على المطالعة، وإلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم من خلال دفعهم للتعبير عن مواهبهم بالرسم أو بالتمثيل»، مشيرة إلى مدارس إضافية سيزورها المتطوّعون خلال أسبوع المطالعة، قبل أن توجّه شكرها إلى الوكالة السويدية العالمية للتنمية على دعمها المستمر.
«انتهى النشاط»، تقول مسؤولة المجموعة لارا عودة، داعية الطلاب إلى العودة إلى صفوفهم. يتذمّر هؤلاء، فتعدهم بزيارة أخرى قريبة، وهي تطمئنهم: «القصة ما خلصت».