نادين كنعانعندما قرّرت أن أدرس الإعلام، كانت الجامعة اللبنانية خياري الأوّل. نجَم إصراري عن قناعتي بأنّ كلية الإعلام والتوثيق هي الأفضل. لكنني ما إن التحقت بالكلية حتى اكتشفت أنّ سيطرة جهة حزبية معينة على مجلس الفرع يجعل النشاطات حكراً عليها، مع إمكان حركة خجولة جداً للأحزاب الأخرى والمستقلّين، التي وإن نفذوا نشاطاً ما، تستتبع مشاركتك فيه شعورك بالحرج وكأنك اقترفت ذنباً.
بعد الصدمة كانت الفاجعة، حين اكتشفت أنني، عندما أنهي دراستي، لا أحصل على شهادة، بل على إفادة تثبت أنني أنهيت دراسة المواد المطلوبة، وذلك بسبب نظام أل. أم. دي العظيم.
عندما تذكر الجامعة اللبنانية أمام الناس، يقولون «يي شو صعبة». فعلاً إنّها صعبة، وتتطلب الكثير من الجهد، نظراً لسيطرة الطابع النظري عليها في مقابل غياب شبه كامل للجانب العملي، فالطلاب، وخصوصاً من كان منهم في قسم الصحافة الإذاعية، يضطرون إلى الخضوع لدورات تدريب في مراكز خاصة ليتعرفوا إلى تقنيات العمل الإذاعي والتلفزيوني، ولتصبح فرصهم في العمل أفضل.
لا يمكن معرفة المعاناة التي يمر بها طلاب هذه الجامعة إلا من خلال معايشتها، فأنا شخصياً لا أكرهها بل أتحسّر على ما وصلت إليه بعد العزّ الذي نشأت في ظلّه. إنّها جزء من التركيبة اللبنانية المريضة. كل هذا جعلني مع كثر من زملائي نفقد الشعور بالانتماء إليها وننتظر إنهاء دراستنا فيها للانتقال إلى جامعة خاصة للدراسات العليا، نشعر فيها بأننا ذوو قيمة فعليّة.