كان اليومان الماضيان حافلين لتلاميذ مدرسة الجالية الأميركية الذين عرضوا مشاريعَ فنية في الأونيسكو وأخرى علمية داخل مدرستهم
ديما شريف
عجّ قصر الأونيسكو، أول من أمس، بشبان وشابات توافدوا لحضور حفل موسيقي، لم ينتبه العديد منهم إلى إحدى القاعات الجانبية حيث انتشرت أعمال فنية عدّة، وجال بعض الزائرين بين لوحات وتجهيزات معروضة نفّذها تلامذة صف التخرج في مدرسة الجالية الأميركية في بيروت (ACS). إذ طُلب من هؤلاء تقديم 18 عملاً خلال صف الفنون طيلة العام الدراسي يختارون مواضيعها بأنفسهم.
أعدّت كارين سركيسيان تجهيزاً يضم إطار سيارة فوقه أكياس رملية وخلفه صورة عليها قصاصات من الصحف اللبنانية وقد انتشرت فوقها بقع حمراء، يمثّل ذكرى 7 أيار 2008. أما بلسم عون، فنشرت صوراً عدّة لها تحمل في إحداها المقص محاولة قص شفتيها مع تعليق «ما نفعهما إذا لم نستطع استخدامهما؟». في المقابل، رسمت تمارا فاخوري صوراً عدة تمثل أشخاصاً في وضعيات مختلفة تذكّر برسوم بيكاسو.
وتميّزت بين العارضين التلميذة تالا التل التي تمحورت رسومها حول خلايا بشرية منها ما هو سرطاني، استوحتها من واقع موت أخيها منذ سنتين إثر إصابته بالسرطان، بعدما خاضت تحدّياً مع بعض زملائها في الصف ممن رأوا أنّها لن تنجح في المزج بين «علوم الحياة» والفن.
في موازاة معرض الأونيسكو، كان تلامذة آخرون من الصف السابع في ACS، يعرضون في مسرح المدرسة مشاريعهم العلمية. هناك، وقفوا يشرحون للزوار والحكام تفاصيل مشاريعهم التي تنوّعت مواضيعها بين علوم الحياة والفيزياء والكيمياء. فعرضت سيرينا شومان وياسمينا هوفر مشروعهما الذي قارن بين الثوم والبنسلين في محاربة البكتيريا. وخلصت الفتاتان إلى أنّ الاثنين يحاربان البكتيريا بالقدر نفسه، ويبقى على المريض اختيار العلاج الذي يفضّله. أما زميلتهما تمارا، فأجرت استفتاءً بين مئة من تلاميذ المدرسة عن مخاوفهم وأنواع الفوبيا (الرهاب) التي يعانونها، لتخلص إلى أنّ أغلبيتهم يخافون من الأفاعي، بعدما كانت تتوقع أن يكون خوفهم من المرتفعات هو الأكبر.
تميّزت التلميذة صوفيا إليان بمشروعها الرامي إلى تخفيف زحمة السير في لبنان. فصوفيا تعاني يومياً مشقة الانتقال من جبيل إلى بيروت، وقد لاحظت أنّ الزحمة تزداد بين طبرجا والدورة، فتوصلت إلى حلّ يقضي بإنشاء خط لقطارين تحت الماء بين المنطقتين على أن يمر الخطان في الكسليك لمن يريد التوقف هناك.أما رمزي كاتول، فكان يبحث عن أفضل طائرة ورقية. لذلك، صنع عدداً من الطائرات بأشكال مختلفة، وابتكر منصة إطلاق طائرات ورقية تعمل على البطاريات. فتوصل إلى أنّ الطائرة ذات الأجنحة الأطول والأكبر هي التي طارت للمسافة الأطول، كما كانت أسرع من غيرها، على عكس ما كان يتوقعه من أن الطائرة الأصغر هي التي ستطير المسافة الأطول.
في المقابل، قررت سولا سامرز، غرام سيوك وفاطمة إبراهيم أن يختبرن تأثير الموسيقى على ضغط الدم. فتوصلن إلى أنّ الموسيقى الكلاسيكية والآر. أند. بي تحافظان على المستوى الطبيعي لضغط الدم فيما ترفعه موسيقى الروك.
زميلاتهن ريا جارودي، جومان أبو درغام وريان يموت تناولن موضوع الصابون، واختبرن أنواعاً عديدة منه، ليتوصّلن إلى أنّ الصابون البلدي هو الأفضل للبشرة لخلوّه من الموادّ الكيميائية.
أما يوكي أساي، مايا لبابيدي، أدريانا سميث وجيدا جفان، فقد اكتشفن أنّ زجاجات مياه الشرب التي يشرب منها الإنسان مباشرة تلوّث بعد أول استعمال بالبكتيريا. وعندما أخذت الفتيات عينة من داخل فوهة القنينة، وعزلن العينة خلال الليل وفي حرارة 37 درجة، نمت عليها البكتيريا.
وكان لكريم لادقي وليث نقيب مشروع مميّز، إذ اكتشفا أنّ حرارة انعكاس أي جسم مادي تكون أدنى من حرارة الجسم نفسه، نتيجة توصّلا إليها عبر استخدام أشعة ليزر، ومرايا لمحاولة تفجير بالون صغير.