تقول الروايات التاريخية إن الملكة هيلانة، والدة الإمبراطور قوسطنطينوس بنت كنيسة القيامةعام 335 م، بعد تبني الإمبراطورية الرومانية الشرقية الديانة المسيحية واتخاذ القسطنطينية عاصمة لها. ويحكى أنه حينما حضرت الملكة للأرض المقدسة لتحديد أبرز الأماكن المرتبطة بالديانة المسيحية، وفي القدس، عثرت على المكان المفترض الذي شهد حادثة الصلب، ووجدته مليئاً بالأوساخ، فأخذت تنظفه لتبني الكنيسة التي عرفت طوال قرون باسم قد لا يبدو ملائماً أبداً، هو «كنيسة القمامة». وتذكّر قصة عثور هيلانة على المكان إلى حد كبير بالقصة التي تُروى عمّا فعله بعد ذلك بنحو ثلاثة قرون عمر بن الخطاب عندما وجد أيضاً مكان المسجد الأقصى عبارة عن مزبلة، فأزال الأوساخ لتشييد المسجد. وربما أضمر رواة هذا النوع من الحكايات هدفاً للتقليل من الأقوام التي سبقتهم. وفي ما يخص موقع كنيسة القيامة، فإنه كان مكرساً، في العهد الروماني لعبادة الإله فينوس، وكشفت الحفريات الأثرية عن كثير من معالم مدينة «إيليا كابتولينا» التي بناها الإمبراطور أدريانوس على أنقاض القدس بعد طرد اليهود منها في عام (135م). وتبلغ مساحة الكنيسة 5280 متراً مربعاً، هي مبعث قداسة لا توصف للطوائف المسيحية، وكذلك مثار خلاف لم يتوقف حتى الآن، على حقوق كل طائفة. وهي «حقوق» دعمتها الدول الكبرى عبر القرون الماضية، واستقرت وفق بروتوكول يسمى «الاستاتكو»، أي الحفاظ على الوضع القائم، صدر بموجب فرمان من السلطان العثماني عبد المجيد عام 1852م. تتوزع كنيسة القيامة على عدة طوائف مسيحية، والحظ الأكبر هو للروم الأرثوذكس. وتضم داخلها جدرانها كنائس ومعابد وأروقة، ويعود للصليبيين الفضل في الشكل الذي استقرت عليه الكنيسة كما هي الآن، فهم الذين جمعوا الكنائس والمعابد «تحت سقف واحد».