عايدة عبد الوهابيقف السجين وينظر نحو الأفق البعيد. يراقب الشمس عند المغيب، ويتمنّى لو كان حراً. يمسك بأنامله قضبان الحديد، ويتمنى أن تنكسر هذه القيود ليخرج نحو البعيد.
أتنتظر شمس الحرية؟ الحرية يا سيدي في داخلك منذ خطوت أول خطوة إلى زنزانتك. أتنتظر مطر الربيع وهو في عرق جبينك الذي يسيل؟ أتتمنى أن تستنشق عطر الأقحوان وقد ذبل منذ زمن...؟ حتى سنابل القمح احتضرت قبل المغيب.
كل شيء تبدّل، تحوّل، تغيّر منذ دخولك زنزانتك. أصبحنا كلنا في زنزانة أكبر وسجن أرحب. سجناء لأيامنا وأحلامنا وعالمنا المجنون.
هل تستطيع أن تخرج من سجن وتدخل في سجن أكبر وأعظم؟ فلمَ الانتظار ليلاً ونهاراً؟ ماذا تنتظر؟ شمس الحرية؟
إنها كذبة اخترعها القدر، فلا تصدق كل ما كان. لقد توارت الشمس واختفت الحرية. فابقَ في سجنك تعيش مع الأحلام الوردية فلا تصطدم بتمثال العبودية.