زحلة ــ نقولا أبو رجيليبين جسر الليطاني وتقاطع طريق بر الياس ــ رياق، وصلة صغيرة لا تتجاوز 4 كيلومترات، تحوّل اسمها من مجرد وصلة بين منطقتين إلى وصلة للموت المجاني، بعدما فاقت حوادث السير عليها الحدّ المعقول. وقد كان آخر الحوادث المميتة، تلك التي وقعت منذ أسبوعين، والتي أدت إلى وفاة أحد الشباب وإصابة ثلاثة آخرين بجروحٍ بليغة. هذه الحادثة لن تكون الأخيرة عند هذه الوصلة، التي ما عادت تشبه أية طريق صالحة للعبور منذ 8 سنوات، وهو تاريخ آخر عملية تأهيل لها. تفتقر هذه الوصلة، التي لا مفر من المرور بها للوصول إلى قرى شرقي زحلة، لأدنى مقوّمات السلامة العامة، إن كان من ناحية ضيقها بحيث تصل في بعض الأماكن إلى أقل من ثلاثة أمتار، أو من ناحية انتشار الحفر فيها. وما يزيد الوضع سوءاً أن الحفر التي تملأها تغرق بالمياه والوحول في فصل الشتاء، وهذا ما يؤدي إلى وقوع النسبة الأكبر من حوادث السير.
ولّدت هذه الوصلة الرعب في نفوس العابرين عليها يومياً. ويقول سائق سيارة الأجرة على خط كفر زبد ـــــ زحلة زياد الخطيب، المضطر يومياً للمرور فيها، إن «الوصلة رعبتنا، والمصيبة إذا طلع أمامك شي كميون، هون الرعب». يصف الخطيب يوميات سائقي السيارات على هذه الطريق، فيوضح أن «السائقين يضطرون إلى التنحّي والتوقف جانباً، إفساحاً في المجال لمرور السيارة المقابلة وتجنباً لحصول حوادث». أما عبور الوصلة ليلاً فله حديث آخر، حيث يتطلب «قلباً شجاعاً» لتخطّيها من دون حوادث سير، بحسب ما يشير الخطيب. فخلال ساعات الليل، يزداد الوضع سوءاً مع انعدام الإنارة، وهو ما يتطلب جهداً إضافياً من السائقين للتنبه إلى عدم صدم المشاة الذين يمشون وسط الطريق، لتجنب الوحول التي تغطي جانبيه.
لم يلق هذا الواقع المأسوي آذاناً صاغية من وزارة الأشغال العامة، على الرغم من مطالبات بلديات قرى شرقي زحلة بإعادة تأهيل الطريق. وكل ما حصل عليه هؤلاء مجموعة من الوعود لم تصرف غالبيتها إلى الآن. وما صُرف منها أخيراً هو «فلش» الطريق بكمية من البحص، سرعان ما تطايرت بفعل سرعة السيارات بعد أقل من أسبوعين. أما ما ينتظره الأهالي فعلياً فهو العمل على تزفيت الطريق، ولو كان زفتاً انتخابياً. وكانت وزارة الأشغال قد لزمت الطريق لإحدى الشركات، لكنها عادت وألغت المشروع، إذ لم تستوف الشركة الشروط القانونية للمباشرة، بحسب ما أبلغتهم دائرة الأشغال في زحلة. وفي هذا الإطار، أوضح مسؤول في دائرة أشغال زحلة طلب عدم ذكر اسمه، أن إعادة تأهيل الطريق هي من بين مجموعة مشاريع ستعمل وزارة الأشغال على تنفيذها، فور توفّر الاعتمادات اللازمة.