جونيه ــ جوانّا عازارمئات السيّارات تجتاز يومياً أوتوستراد جونيه من الشمال إلى بيروت وبالعكس. ازدحام السيّارات يتقاطع مع «عجقة» باصات المدارس والباصات العموميّة التي غالباً ما تتوقّف للركاب عشوائيّاً مسبّبة في كثير من الأحيان حوادث سير. كذلك يشكو المواطنون من الأشغال التي تشهدها أجزاء من الأوتوستراد في أوقات غير مدروسة. «بعد زحمة طرقات العاصمة التي اعتدنا عليها أصبحنا نحسب ألف حساب لزحمة جونيه»، تقول رنده حدّاد التي يشاطرها كثيرون الرأي بعدما دخل أوتوستراد جونيه «قاموس الطرقات المزدحمة». ويشرح رئيس بلديّة جونيه جوان حبيش لـ«الأخبار» أنّ حجم الأوتوستراد في الشقّ الممتدّ من الزوق إلى غزير مروراً بجونيه صغير قياساً إلى كميّة السيارات التي تجتازه دائماً من بيروت إلى طرابلس. أما الأوتوستراد من طبرجا إلى طرابلس فمؤهل، كما يقول، بطريقة أفضل إذ تصبح هناك ثلاثة خطوط مفتوحة أمام حركة السيارات. كذلك يتّسع عرض الأوتوستراد من نهر الكلب إلى بيروت لتزداد الخطوط إلى خمسة، ما يخفف من الازدحام.
حجم الأوتوستراد ليس السبب الوحيد للزحمة، إذ تضاف إلى ذلك الأشغال التي ينفذها مجلس الإنماء والإعمار ضمن مشروع تأهيل الأوتوستراد من الدورة إلى طبرجا حيث يجري تأهيل الطريق ومدّها بقنوات المياه وإنارتها. وهنا يوضح حبيش أنّ الأشغال من تخطيط الطريق ووضع الإنارة اللازمة وحواجز الوقاية تنجز في ساعات تزداد فيها حركة السيارات والمارّين. ويرى أنّ أعمال التأهيل يجب أن تجري في أوقات محدّدة ومعلنة للمواطنين من أجل تخفيف الازدحام وهو ما لا تعتمده الشركة المتعهّدة التي تنفذ المشروع.
ويشير حبيش إلى الخلل الظاهرعلى مداخل الأوتوستراد ومخارجه، ومنها على سبيل المثال رقة سماكة الاسفلت التي لا تتجاوز 10 سنتيمترات في بعض الأماكن، ما يُحدث «خسفة» مزعجة تجبر السائقين على التخفيف من سرعتهم، وتضاعف بالتالي نسبة الازدحام. كذلك راجعت بلديّة جونيه مراراً مجلس الإنماء والإعمار بهذه الملاحظات إضافة إلى الشكوى من مشكلة تجميع المياه في القنوات بدلاً من توجيهها نحو البحر، ما يؤدي إلى مشاكل في صرف المياه داخل المدينة. ومن الملاحظات التي تسجلها البلدية أيضاً النقص في الحواجز التي تقام بين طرفي الأوتوستراد. ويطالب حبيش بعدم استبدال أو إلغاء جدول المقارنة الذي يُعدّ حالياً لتأهيل الجسور ومداخل الأوتوستراد ومخارجه من داخل المدينة وإليها واعتماده نهائيّاً.
ويؤكد رئيس البلدية أنّ كلّ الإجراءات يجب أنّ تتزامن مع تطبيق عمليّ وسريع لها، وأن تراعي أوقات ذروة السير لتجنّب المزيد من الازدحام.