Strong>قد لا يكترث الكثير من الأهالي لتدعيم ثقة الطفل بنفسه، وخاصة في المرحلة الأولى من حياته، إذ إنّه بكثير من الاستهزاء يواجه الآباء والأمهات أسئلة الصغار وقلقهم، وحتى دموعهم. كيف نجعل الصغير، في سن تراوح بين 3 أعوام و6، طفلاً واثقاً بنفسه ليعرف في سن الرشد كيف يواجه مصاعب الحياة
مجلة «Petit Monde» الفرنسية المتخصصة في شؤون الأطفال وشجونه نشرت أخيراً ملفّاً ضمّنته نصائح لتدعيم ثقة الطفل بنفسه. هذه النصائح استقاها كتّاب الملف من معالجين نفسيّين وباحثين في علم الاجتماع وتربويّين، وهي إجابات تدور حول حاجات الصغير في الفئة العمرية بين 3 أعوام و6 خصوصاً. هذه النصائح يجب أن يأخذ بها كل الأهالي الذي يرعون أطفالاً في هذه الفئة العمرية، وهي موجّهة خصوصاً إلى الآباء والأمهات الذين لا يتّبعون سلوكيات خاطئة في هذا المجال، إنها دعوة إليهم لتصحيح هذه السلوكيات كيف لا يزداد وقعها السيّئ في نفس الطفل. وغنيّ عن القول إن الطفل الواثق بنفسه سيتمكّن من مواجهة مصاعب المستقبل أكثر ممن يعاني شعوراً بالنقص. أما النصائح، فهي الآتية:
- أظهروا احتراماً للطفل، فالصغار في حاجة ماسة إلى الإحساس بأهميّتهم، وبأنهم يتمتعون بتقدير الأهل. التعرّف إلى ما يفكر فيه الطفل، ما يشعر به وما يقوله أمر غاية في الأهمية. عليكم الاستماع باحترام إلى ما يعبّر عنه الطفل، لا تشعروه أبداً بأن كلامه ليس مهمّاً.
- عندما يقوم الطفل بأمر غير مرغوب فيه، على الأهل التشديد على أن التصرّف خاطئ، بدل القول إن الطفل سيّئ أو مذنب أو غير ذلك.
- في الممارسات اليومية يفضّل التركيز على الجوانب الإيجابية في سلوكيات الطفل وشخصيته وتفكيره. يُنصح بالتركيز على نقاط قوته وإيجابياته، ومساعدته على تخطّي مصاعبه أو نقاط الضعف.
- اسمحوا للأطفال بالمغامرة، بأن يجرّبوا أموراً وألعاباً جديدة، دعوهم يقوموا بمهمّات لم يجرّبوها من قبل، مهمّات تتناسب مع قدراتهم وأعمارهم، ولا تنتظروا أن يحقّقوا نتائج مذهلة. يجدر التركيز على أهمية الجهد الذي يقوم به الطفل، قولوا له مثلاً «رائع لقد أدّيت عملك القوي»، أو «برافو، لقد أدّيت عملك بطريقة جيدة، دعني أساعدك قليلاً». وفي هذا الإطار يجب التركيز على المهمّات التي تسمح للطفل بأن يشعر بأنه ناجح. من خلال تكرار التجارب أو المهمات الناجحة نسمح للطفل بأن يشعر بأهميته، فتبدأ بذلك عملية بناء الثقة بالنفس، كما يشعر الطفل بأنه قادر على تحمّل المسؤولية، وبأنه كفوء.
- دعوا الطفل يؤدّي بعض الأعمال أو المهمّات أو الألعاب وحده، وشدّدوا على نجاحاته، قولوا له «أترى أنك قادر على فعل كذا، لقد كبرتعندما يواجه الطفل مواقف صعبة، أي عندما يجد نفسه أمام مهمة شديدة الصعوبة، على الأهل مرافقته ليتمكّن من تخطي المصاعب، وهنا يجدر التشديد على أن عملية المرافقة لا تعني أداء المهمة بدل الطفل، بل إرشاده ومتابعته بخفر. هكذا يستطيع الأب ـــ أو الأم ـــ أن يقول للطفل المنهمك في عمله «تعالَ سأساعدك قليلاً، سنتمكّن من إتمام العمل»، أو «لا تيأس، لقد قمت بالتجربة، وهذا أمر رائع»، وهنا يجدر التشديد على ردّات فعل الأهل (أو الأقارب والمعلّمين) تجاه أخطاء الطفل وهفواته وفشله. رد الفعل هذا له تأثير كبير في نظرته المستقبلية إلى كيفية مواجهة المصاعب المختلفة، كما يؤثر في طريقة تعلّمه، وتحدّيه
الصعاب.
- علّموه المثابرة، كيف يستمر في عمل ما، يمكن أن نقول له «لا تيأس، لا تتوقف يا كبيري، ستصل إلى النهاية، إنك تقترب، وأنت قادر على القيام بكذا أو كذا...»، وإذا شعر الطفل في هذه الحالة بأنه أمام مهمة صعبة، فعلى الأهل أن يرشدوه مجدّداً كي يكمل ما بدأه. النصائح يمكن أن ترشده إلى أساليب جديدة لأداء المهمة أو لإنهاء لعبة ما أو غير ذلك.
- انتظارات الأهل يجب أن تكون متواضعة (والانتظارات التي نتحدّث عنها هنا تتعلّق بنتائج المهمات التي نتوقع أن يؤدّيها الطفل)، والنتائج التي يحقّقها يجب أن تكون متناسبة مع عمره وقدراته، فلا ننتظر مثلاً أن يحقق في المدرسة علامات متقدمة جداً لكي يقفز صفاً مثلاً، وليس عليه أن يبني أجمل لعبة مركّبة كما يفعل إنسان راشد. ومن المهم أن يجري التركيز على الجهد الذي يبذله وتبجيله، بدل التركيز فقط على النتائج التي يحقّقها.
- على الأهل أن يعرفوا كيف يتبيّنون نقاط ضعف الولد دون التركيز عليها، معرفة الضعف يساعد على البحث عن وسيلة لمواكبة الطفل كي يتخطّى مشاكله وضعفه، على الأهل في هذه الحالة أن يقدّموا إلى الطفل أمثلة على كيفية التصرف في مواقف يشعر بالخوف أو العجز أو اللّامبالاة تجاهها. وهنا يجدر التركيز مجدداً على أن معرفة نقاط الضعف لا تعني التحدث عنها أمام الطفل بطريقة مسيئة، لأن ذلك سيشعره بعجزه.
- يجب أن يشعر الطفل يوجود أهله إلى جانبه، وبأن حضورهم حوله حضور دافئ. على الأهل أن يتصرّفوا بما يجعل الطفل يشعر بحبهم له، وبأنهم يقدّرونهم كما هو لا كما يتمنّون أن يكون.
اتباع هذه النصائح سيجعل الطفل يشعر بأنه شخص مهم، كأنه يردّد «أعرف من أنا، أشعر بأهميّتي، أشعر بأنّني محبوب، أعتز بنفسي، وأعرف أن أهلي أيضاً يفخرون بي، وبأنهم يحبّونني».
(الأخبار)