دعاء السبلانيلا يخفى على أحد أهمية الإرشاد التربوي في المجتمع والنصائح الأسرية والمهنية والتعليمية. ولهذا الهدف يصدر مركز الدراسات الاجتماعية والتربوية ملفات فصلية يترأس تحريرها الدكتور طلال عتريسي. يضم «الملف التربوي» (العدد الرقم 17\ شتاء 2009) مختارات فصلية من الكتب والدوريات العربية والأجنبية، تتوزع على أربعة أقسام؛ القسم الأول بعنوان «الملف»، يتناول موضوعات عدة أهمها الفرق بين الإرشاد المهني والتوجيه، والتربية المهنية، والتخصص الجامعي، والتوجيه المهني للمكفوفين، وتكامل الإرشاد في الجامعات العربية... أما القسم الثاني فهو «دراسات» عن تطور المجالات المهنية للمكفوفين، مشكلة التخصص الجامعي، الفجوة بين الباحثين والممارسين، ازدياد الباحثين عن فرصة عمل ومشكلات الاستثمار العربية للتعليم الجامعي والعالي... ويسلط القسم الثالث «تجارب» الضوء على بعض المشاكل التعليمية والمهنية والتقنية العربية في لبنان والسعودية وفلسطين... مهنة مجالسة المسنين في مصر وتطوير الكفاءات في تونس وبعض المستجدات في الدول الأجنبية مثل ألمانيا والولايات المتحدة وليتوانيا... يعطي القسم الثالث «كتب» نبذات عن بعض الكتب العربية مثل «التوجيه التربوي والمهني»، والكتب الأجنبية ككتاب «تطوير المهارات لتخفيف الفقر» بالإضافة إلى ندوات ومؤتمرات وبيبلوغرافيا.
لا تقتصر الاستفادة التي يقدمها «الملف التربوي» على الطلاب والأساتذة، بل تطال العمال والموجهين والباحثين وغيرهم، وتكمن قيمته في ما يقدمه من إرشادات ومعلومات على الصعيد التعليمي والمهني، إذ يوضح مفاهيم يكتنفها اللبس مثل الإرشاد المهني والتوجيه، وهذا يزود المستهدفين بمعلومات عن أنفسهم وعن النظام التعليمي وسوق العمل. كما يضع الكتاب أسس التوجيه المهني لإرشاد المختصين على أساليبه لمواكبة تطور الصحة النفسية ونظريات الخدمات النفسية الفردية. ومن خلال تناوله مشاكل التعليم والعمل في العالمين العربي والأجنبي، يلفت الملف نظر المعنيين، سواء في مجال التعليم أو العمل، إلى الأخطاء في مجال التعليم، بهدف البحث عن وسائل لتصحيحها أو لتفاديها على الأقل. إضافة إلى ذلك، يقدم الكتاب نصائح إلى الطلاب عن اختيار الاختصاص الجامعي وتعليمهم اختيار المهنة من خلال مشاريع ودراسات وأبحاث، ومعلومات عن مهن المكفوفين وقوانين الدول العربية التي تسمح بتوظيفهم.
إذاً يضع «الملف التربوي» معلومات متنوعة بين أيدي فئات عديدة من الناس ذات جنسيات مختلفة بطريقة مختصرة وواضحة تساعد على قراءة سريعة، لكن شاملة، للاهتمامات.