البقاع ــ عفيف ديابواصل الجيش اللبناني تعزيز قواته المنتشرة في منطقة بعلبك ـــــ الهرمل، على خلفية الاعتداء الذي تعرض له أول من أمس على طريق رياق الدولية، والذي أوقع 4 شهداء من الجيش وضابطاً جريحاً. وأكّد مسؤولون مطّلعون لـ«الأخبار» أن حملة الجيش التي بدأت يوم أول من أمس ستستمر إلى حين توقيف المشتبه في تنفيذهم الجريمة. ونفذت وحدات من الجيش عمليات دهم واسعة لعدد من المنازل والأحياء السكنية في ضواحي مدينة بعلبك وفي طول مناطق اليمونة والدار الواسعة وشليفا وعرضها، وصولاً إلى مناطق جردية في قضاء الهرمل. ونفى مسؤولون أمنيون لـ«الأخبار» أن يكون الجيش قد اشتبك مع مجموعة من المطلوبين، مشيرين إلى توقيف 35 مطلوباً ومصادرة 8 سيارات وكمية كبيرة جداً من الأسلحة والممنوعات والقنّب الهندي (الحشيشة).
وقتل في منطقة الهرمل الشاب نايف فايز الأطرش، بعدما أطلق جنود من الجيش النار باتجاهه بينما كان يجلس خلف عمّه على دراجة نارية، إثر عدم امتثال الأخير لطلب الجنود له بالتوقف. وأصيب المزارع أ. ع. عن طريق الخطأ، فنقلته دورية من الجيش إلى مستشفى رياق. ونفذت الطائرات المروحية التابعة لسلاح الجو منذ فجر أمس أوسع عملية تحليق لها فوق مناطق متفرقة من قضاءي بعلبك والهرمل. وأشرف قائد الجيش العماد جان قهوجي مباشرة على الحملة العسكرية إثر تفقده مكان الاعتداء أمس، وعقد عدداً من الاجتماعات مع الضباط الميدانيين الذين يشرفون على العملية الأمنية في البقاع الشمالي، متفقداً بعض الوحدات المنتشرة في منطقة قضاء بعلبك. وأكد قهوجي أن ما تعرض له الجيش «يشكل وجهاً من وجوه الإرهاب الذي أجمعت الإرادة الوطنية على رفضه واقتلاع شوكته من جسم الوطن»، داعياً أهالي البقاع إلى مزيد من التعاون مع القوى العسكرية «كي لا يجد المجرمون أي مأوى لهم، وهذا ما يمكّن القوى العسكرية من توقيفهم».
من ناحية أخرى، كشفت معلومات لـ«الأخبار» أن اتصالات سياسية تجرى على أعلى المستويات، تمهيداً لتسليم المشتبه في اعتدائهم على دورية الجيش. وأوضحت أن لقاءات عقدت مع وجهاء من عشيرة آل جعفر بهدف توفير المساعدة للجيش للقبض على المتهمين. وكشفت المعلومات أن الجيش أبلغ بعض فاعليات العشائر رسالة شديدة اللهجة بأنه لن يتهاون في قضية الاعتداء عليه. وفي سياق متصل، اتصل الرئيس السوري بشار الأسد بنظيره اللبناني ميشال سليمان معزياً بشهداء الجيش، فيما انتشرت وحدات من الجيش السوري في المناطق الحدودية المقابلة لمناطق شمال الهرمل تحسّباً لفرار مطلوبين إلى داخل الأراضي السورية.
ومن ناحية أخرى، تعرضت دورية من الجيش لإطلاق نار في بلدة مجدل عنجر أثناء محاولتها توقيف أحد الموقوفين، الذي لم تعثر عليه في منزله، فأوقفت شقيقه المطلوب أيضاً، قبل أن يتمكن الأخير من الفرار بعد إلقاء قنبلة نحو دورية الجيش داخل البلدة.
(شارك في التقرير رامح حميّة وأسامة القادري)


تنسيق بين الجيش وآل جعفر

كشف ياسين جعفر، أحد وجهاء عشيرة آل جعفر، لـ«الأخبار» عن وجود تنسيق بين العشيرة والجيش اللبناني للقبض على المشتبه في ارتكابهم جريمة قتل 4 عسكريين وجرح أحد ضباط الجيش في رياق صباح أول من أمس. وأكّد جعفر أن كل من يؤوي المشتبه فيهم يُعَدّ «مشاركاً معهم في الجريمة»، مضيفاً أن أفراد العشيرة يقدمون كل التسهيلات للجيش، ويفتشون أيضاً عن المطلوبين الأساسيين، وأبرزهم حسن عباس جعفر وحسين عباس جعفر (شقيقا علي جعفر الذي قتل قبل نحو أسبوعين برصاص أفراد من الجيش). وأشار جعفر إلى أن تسليم المطلوبين سيؤدي إلى «تخفيف الضغط عن المواطنين الأبرياء الذين ليس لهم أي علاقة بالحادثة». وتجدر الإشارة إلى أن جعفر هو أحد وجهاء العشائر البقاعية الذين شاركوا في مسعى التهدئة خلال الأسبوعين الماضيين، وكان قد بدأ جولة على عدد من المسؤولين في محاولة البحث عن حل لقضية المطلوبين في منطقة بعلبك الهرمل، والذين يزيد عددهم على 30 ألف مطلوب.