محمد محسنلا تزال الرافعات وأعمدة الحفّارات، تحجب الضوء عن أي أمل بنهاية سريعة لمشكلة شلل المحال التجارية المحيطة بـ«نفق مار مخايل»، الذي حجب بدوره الزبائن عن المحالّ التجاريّة، منذ بداية أعمال الحفر في تشرين الثاني من العام المنصرم. وقد تباحث التجّار في ما بينهم، منهم من فكّر في تغيير محلّه وعجز عن ذلك، ومنهم من نصح بالتروّي والحديث مع المشرفين على المشروع. هكذا، تأجلّ تنفيذ وعيدِ التجّار باللجوء إلى استعمال سلاح الدعاوى القضائيّة، لا لخوفٍ من الدخول في دعوى ضد الدولة، بل بسبب وعدٍ جديد تلقّاه أصحاب المحال التجارية المنكوبة، من المشرفين على مشروع حفر النفق، الذي سيترجم عمليّاً، بإعادة فتح الطريق المؤديّة إلى تقاطع مار مخايل، من جهة تقاطع المشرفيّة خلال تسعة أيّام، وبحسب صاحب أحد المحال، فإنّ الطريق التي «وُعدونا بفتحها سيكون عرضها حوالى ستة أمتار، وستسمح بمرور سيّارتين». هكذا، على الرغم من أحوالهم الصعبة، يمنّي التجّار أنفسهم بطريق فرعية جديدة، سيكون من نتائجها الأولى، ارتفاع نسبيّ في حركة الزبائن، و«تأمين إيجار المحل» يقول تاجر آخر. لكن تجاراً غيره يشتكون من استغلال أصحاب معارض السيارات الطريق المخصّصة لمواقف الزبائن. هنا يعلّق أحد التجّار ساخراً «يا ريتن سيارات زبونات، ما كنا اشتكينا ولا حكينا أي كلمة».
لا تتوقّع هدى منصور مديرة محل للألبسة، تحسّناً كبيراً سيطرأ بعد فتح الطريق، وخصوصاً أن ثلاث جهات ستبقى مقفلة، مبديةً تشاؤماً حيال تنفيذ وعد المشرفين على مشروع النفق «نحن لا نشهد عملاً يوحي أنّ الشركة ستفي بوعدها، أين العمل الذي يشير إلى فتحها» تقول بهدوء ساخر، وتدعونا للنظر إلى الطريق «بعدها متل ما هيي من وقت ما جيتو». خلافاً لها، يبدي وجيه استيتيّة تفاؤلاً حذراً تجاه الطريق الموعودة، على قاعدة «كيف ما كان أرحم من هلّق، المهم يفتحوا شريان من شرايين التقاطع». يتّكل ستيتيّة على حيويّة المنطقة، ليؤكد أن وتيرة العمل سترتفع بعد فتح الطريق. يعد صاحب المحمصة ذات الواجهتين، بإعادة العاملين اللذين صرفهما منذ قرابة شهر نتيجة انخفاض موارد المحمصة بنسبة سبعين في المئة، ولكن هذا الوعد مشروط بارتفاع عدد الزبائن والمربَح «إذا زاد الشغل ان شالله».
لا يحتاج المتابع إلى خبرةٍ في الهندسة المدنيّة، ليتأكّد من استمرار أعمال الحفر، وهذه نقطة تحسب للمشرفين على الحفر، لكنّ هذا العنصر الإيجابي، لا يلقى صداه عند كثيرٍ من التجّار، في ظلّ ما تواتر إليهم، عن استمرار «حصارهم» حتى نهاية شهر رمضان المقبل.