عيتا الشعب ـــ داني الأمينعلى إحدى تلال عيتا الشعب، يحظى 107 أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة برعاية في «جمعية رعاية الأطفال ـــــ ذوي الحاجات الخاصة» الذي يشرف عليه مدرّبون متخصصون ويلبي حاجة ملحة لدى أهالي المنطقة.
تعود فكرة تأسيس المركز إلى السيدة دعد إسماعيل التي كانت تتكبّد مشقة التنقل أسبوعياً من بلدتها المحتلة آنذاك، عيتا الشعب، إلى بيروت حيث المركز الذي يعالج فيه ابنها المريض. منذ ذلك الوقت بدأت السعي إلى إنشاء مركز لرعاية المعوقين في بلدتها، وكانت البداية في عام 1996، عندما خصصت الطابق الأرضي من بيتها لاستقبال أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بتشجيع من المرحوم الأب أندويخ مؤسس مدرسة «أندويخ للصم» والدكتور موسى شرف الدين رئيس جمعية أصدقاء المعاقين، كما حظيت بمساعدة مادية ومعنوية من قوات اليونيفيل.
توضح إسماعيل أن المركز يشرف عليه جهاز تربوي متخصّص ومدرّب «وقد أثبت أن المرضى العقليين لهم قدرات لا يستهان بها، وخصوصاً بعد نجاحنا في إعادة دمج بعضهم في المدارس العادية». مشيرة إلى أن «70% من الحالات المرضية العقلية في المنطقة يعود سببها إلى عدم وجود مستشفيات مجهّزة للعناية بالطفل أثناء الولادة وبعدها، وخصوصاً أن أغلب المعاقين عقلياً كانوا بحاجة إلى الأوكسجين بعد ولادتهم، ولم يكن هذا متوافراً في مستشفيات المنطقة، ولا يزال الوضع على حاله».
بعد التحرير في عام 2000، بُني مركز للجمعية بدعم العديد من الخيّرين والسفارة اليابانية، إضافة إلى مساعدة العديد من المؤسسات والجمعيات مثل مؤسسة الوليد بن طلال والسفارة الكندية والوكالة الأميركية للتنمية ومجلس الإنماء والإعمار ووزارة الشؤون الاجتماعية التي تقدّم مبلغ 80 مليون ليرة سنوياً «لا يكفي لتغطية رواتب الأساتذة».
لكن الاعتداءات الإسرائيلية في تموز 2006 دمّرت المركز تدميراً كاملاً، فأعيد بناؤه على نفقة الحكومة القطرية في العام الماضي. وهو الآن يضمّ عيادة لتشخيص الحالات المرضية ووضع البرامج السلوكية والعلاجية بإشراف أطباء واختصاصيين، وصفوف الخدمة النهارية التي تستوعب 65 طفلاً، تقدم فيها برامج تكييف اجتماعي وتربوي ومهني، بالإضافة إلى مهارات الحياة اليومية، وعلاج نفسي ولفظي ونشاطات تسلية وترفيه، وعيادة التدريب على النطق وطرق التواصل، ومركز للعلاج الفيزيائي وحضانة «طيور الجنة» للأطفال العاديين.
وتعمل الجمعية على إنشاء مشاريع إنتاجية حيث وضعت دراسة جدوى اقتصادية وتقنية لمشروع إنتاج الفطر الزراعي وتوظيف عدد من ذوي الحاجات الخاصة وزيادة الإيرادات للجمعية لتحسين نوعية خدماتها.