تضمّ ورشة «تفعيل ودعم نوادي المواطنة والسلام» التي ينظّمها «مركز الديموقراطية المستدامة»، شباباً من مختلف المناطق يلتقون على نبذ الطائفية
زغرتا ــ فريد بو فرنسيس
على مدى أيام أربعة، يشارك في مدرسة الفرير في بلدة كفرياشيت، قضاء زغرتا، نحو ستين شاباً في ورشة عمل «تفعيل ودعم نوادي المواطنة والسلام» التي ينظمها «مركز الديموقراطية المستدامة»، على أن ينقلوا لاحقاً ما تعلموه عن أساليب نشر ثقافة السلام واللاحرب ونبذ العنف والطائفية إلى مناطقهم، ضمن نشاطهم في الجمعيات والنوادي التي ينتمون إليها.
«تهدف الورشة إلى إلغاء الحواجز القائمة في المجتمع اللبناني، عبر إقامة ورش عمل وحلقات حوار ومخيمات في مختلف المناطق تجمع أكبر عدد ممكن من الشباب اللبناني ومن مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية، لبحث ومناقشة مواضيع تعنى بالمواطنة وحقوق الإنسان ومن ثم تطبيقها على أرض الواقع»، كما يشرح بشارة عازار منسّق المشروع. وتضيف زميلته، نائلة أبي نصر، أن المشروع، الذي ينفّذه المركز منذ نحو 6 سنوات في مختلف المناطق اللبنانية «يسعى إلى نشر ثقافة التنوّع واحترامه عبر العمل على رفع مستوى الوعي السياسي لدى الشباب اللبناني، والتشديد على أهمية تقبّل آراء الآخر وأفكاره ومعتقداته».
تراوحت أعمار المشاركين بين 13 و16 سنة، إذ إن التجربة مع الفئات العمرية الأكبر، من 18 حتى 22 عاماً «كانت أصعب لناحية إيصال الأفكار وتطبيقها، لكون هؤلاء الشباب كانوا قد اكتسبوا عادات وبنوا مواقف لم يعد باستطاعتنا تغييرها، لذلك ركزنا على الأعمار الأقلّ، أي ما دون السادسة عشرة، لأن العمل مع هذه المجموعات أسهل، إذ إنهم لا يزالون على عتبة النضوج، ولم يبنوا أحكاماً بعد، كذلك فإنهم يمثّلون جيل المستقبل».
أما المتطوّعون المساعدون في التدريب، فهم حوالى 25 شاباً وشابة من مختلف المناطق اللبنانية، تتراوح أعمارهم بين 18 و22 سنة، تابعون لوزارة الشؤون الاجتماعية، ومعظمهم من طلاب الجامعات.
يتولّى المتطوّعون تدريب الشباب على كيفية العمل بطريقة جماعية، وعلى التفكير تفكيراً صحيحاً وسليماً عبر التشاور، كذلك ينصرفون إلى مناقشة مواضيع مختلفة مثل الهوية والمواطنة وثقافة السلام وغيرها معهم، بهدف تحويلهم إلى مجموعات قادرة على العمل والعطاء بمفردها.
وتقول المشاركة دورا أبو متري، وهي عضو في جمعية دار الأمل، «إن جمعيّتنا بصدد إنشاء ناد في منطقة النبعة المختلطة يهدف إلى تعميم ثقافة تقبّل الآخر، وهذا ما نكتشفه نحن اليوم من خلال مشاركتنا في هذا المخيم، حيث نتعلم احترام معتقدات الآخر، من خلال التعرّف إليه عن كثب خلال الورشة، وهذا أمر نحن مقتنعون بضرورته».
أمّا سارة حمزة، من مدرسة جبل عامل في المروانية، فقد أشارت إلى أن هذه المجموعة التي تضمّ شباباً من كل لبنان تسعى إلى تفعيل العيش المشترك بعضهم مع بعض «لأنّ الكبار في لبنان لم يعودوا بالنسبة إلينا القدوة والمثل الأعلى، بل إننا نسعى لأن نكون قدوة لهم، ومن لم يجرّب هذه الخطوة فنحن ندعوه إلى تجربتها. إننا لا نلغي الآخر كما يفعل البعض في لبنان، لكننا نحاول أن نفرض احترامنا عليه، من خلال التحاور معه واكتشافه، وسوف أسعى جاهدة لكي أنقل هذه التجربة إلى منطقتي في الزهراني».