بعلبك ــ الأخبارواصلت وحدات الجيش اللبناني عمليات التفتيش في مدينة بعلبك ومحيطها، في إطار بحثها عن قتلة العسكريين الأربعة، لليوم الرابع على التوالي. وأبرز المعطيات الجديدة في القضية، تمثّلت في تحديد الجيش اللبناني أسماء منفّذي عملية الاعتداء. ووفقاً لما أكدته مصادر الأخير، فإن المعتدين هم سبعة أشخاص، جرى تعميم أسمائهم على القوى الأمنية. وإضافةً إلى استمرار الحواجز العسكرية على الطرقات المؤدية إلى بعلبك، دهم الجيش أحياءً جديدة من المدينة، وعدداً من قرى القضاء وبلداته، ولا سيما في أحياء طريق نحلة ومنطقة «اللجوج». وفي سياق متصل؛ توسعت عمليات البحث عن المطلوبين أمس، لتشمل المنطقة الجردية الواقعة بين بلدتي حورتعلا وبريتال. هناك، استخدم الجيش اللبناني في عملياته أربع مروحيات قتالية، استخدمت إحداها لتنفيذ إنزال، كما حصدت العمليات عدداً كبيراً من السيارات. وفي بلدة دار الواسعة، نقلت مصادر مقربة من آل جعفر أن فتى في الرابعة عشرة من عمره، أصيب برصاص رجال الجيش خلال العمليات، ونقل الى مستشفى أبلح، كما لفتت إحدى السيدات من آل جعفر، إلى أن الجيش دهم منزلاً ليل أمس، إلى جانب محطة للمحروقات تعود ملكيتها إليهم، وتعرّض أفراده للعامل فيها بالضرب المبرّح.
وأثار تحرك الجيش باتجاه حي الشراونة بحثاً عن مرتكبي الجريمة، أخذاً ورداً بين أهالي المنطقة. أحد الأهالي هناك، استغرب رتل الملّالات المجنزرة، والجيبات التي تحمل مدافع من عيار 106 ملم، وعشرات العربات التي تقل جنوداً مدجّجين بمختلف أنواع الأسلحة. وبإمكان زائر البقاع، أن يلحظ انتشار الجيش الواضح في الحي المقصود، حيث يقطع رجاله الطرقات بالآليات، فيما يبدو كأنه سلخ لحي الشراونة عن محيطه سلخاً كاملاً. «لا تنقطع عمليات البحث والتدقيق والتفتيش» قال أحد المواطنين، مشيراً إلى حشود الجيش، مؤكداً أن الأسئلة والشائعات هي الطريقة الوحيدة التي يملكها الأهالي حتى الآن، ليستطلعوا الأخبار، فما هي إلا ساعة من الوقت، «وتغادر القوة لتترك آلاف الحكايا عما جرى». وفي هذا السياق، ذكرت تقارير أمنية، أن المشتبه فيهم بالاعتداء على الجيش، سلكوا طريق البقاع الشمالي، عبر طرقات برية، مروراً بحدث بعلبك، طريق عيون السيمان، وبلدات اليمونة ودير الأحمر، وصولاً إلى حربتا، على مقربة من الحدود اللبنانية ــ السورية. أما عن منازلهم في حي الشراونة، فيسيطر عليها الجيش اللبناني، مما جعل أحد السكان يصف المنزل المذكور، بغرفة عمليات، ينطلق منها عمل الجيش نحو الأحياء الأخرى. وفي الحديث عن عمل الجيش، تجدر الإشارة إلى أنّ النائب محمد رعد أكد وجود تعاون إيجابي بين «حزب الله» والجيش، لمعالجة الموضوع، وذلك بعد زيارته الرئيس ميشال سليمان.
ويوحي المشهد الأمني لأهل مدينة بعلبك ومحيطها، بإمكان تحول مدينتهم إلى ما يشبه الثكنة العسكرية. «تعطلت الحياة» يقول التاجر محمد فرحات، معقّباً على الموضوع، ويردف «نحن تألمنا للاعتداء على الجيش، ويجب القبض على الجناة ومحاسبتهم»، ثم يسأل بألم: «هل سنبقى على هذه الحال حتى يتحقق هذا الأمر؟ بعلبك شبه محاصرة من كل الجهات، ولا أحد يأتي إليها، ألا يكفينا ما نقاسيه من حرمان حتى تشل الحركة الآن؟». وفي الإطار ذاته، يقول حسان عبد الله غاضباً: «إذا كانت بعلبك مليئة بالمطلوبين فلتحوّل إلى سجن كبير وتنتهي المشكلة، لقد باتت بعلبك رهينة للمطاردين والمطلوبين، هذا حرام». كما أبدى أسفه لتحدّث إحدى وسائل الإعلام (يسميها) «عن ثلاثين ألف مطلوب في المنطقة، إذا كان هذا الأمر صحيحاً، فهو يعني أن عشرة في المئة من الناخبين في المنطقة هم من المطلوبين، وهذا يعني أننا بحاجة إلى معسكرات اعتقال كبيرة».