جوان فرشخ بجالييخبر أهل الجنوب أنّ الجنود الإسرائيليّين الذين جابوا قراهم نهبوا مواقعهم الأثرية. تلك الأقاويل ليست بأساطير بحسب المنشورات العلمية الإسرائيلية. فبعض كبار علماء الآثار الإسرائيليين، أمثال إسرائيل فنكلشتين، أقر في أطروحته «بأنه حينما كان يخدم في جنوب لبنان، قام بعمليات واسعة من البحث عن المواقع الأثرية، وأجرى تنقيباً سطحياً لها، وأضافها إلى خرائطه العلمية». وأكد رافائيل غرينبرغ، وهو عالم آثار إسرائيليّ، ومدرّس في جامعة تل أبيب خلال مداخلة في مؤتمر عُقد في تموز 2008 في دبلن، «إن السلطات الإسرائيلية تحتفظ في مخازنها بآثار مكتشفة في جنوب لبنان». ولفت إلى أنه مستعد لأن يتعامل مع المهتمين على تأمين جردة بتلك القطع، لكي يستطيع لبنان أن يطالب بها الدولة الإسرائيلية في حال بدء مفاوضات السلام، لكي لا يبقى ملف الآثار معلّقاً ومنسيّاً.
وعن الغاية من تأمين تلك الجردة بالقطع، أكد غرينبرغ للحضور «أنّ هدفه علمي بحت، وأنه يرى أن على إسرائيل إعادة كل الآثار المسروقة بحسب التشريعات العالمية».
وكان علماء آخرون قد حاولوا سابقاً لفت نظر السلطات اللبنانية إلى موضوع الآثار عبر نشر مقالات علمية عنها. فباو فيغارس، الأستاذ الجامعي، كتب مقالة في مجلة لبير آنوس عن قطعة فسيفساء رائعة الجمال اكتُشفت في منطقة النبطية في شباط 1984 (راجع الأخبار 7 أيلول 2006) من دون الإفصاح عن مصيرها. وقال إن «الفسيفساء المزينة برسوم لبشر وحيوانات ونص إغريقي مؤرخ من أربعة أسطر تكشف الستار عن بعض جوانب الحياة في المنطقة التابعة لمدينة صيدا في القرن السادس بعد الميلاد». ولو استخدمت الدولة اللبنانية هذه التصريحات وغيرها لاستطاعت إعداد ملف يرفع أمام المحاكم الدولية للمطالبة بتلك القطع.