في نهاية الستينيات من القرن الماضي، هجر الهيبيون قرية سان ماركوس سييرا في الأرجنتين، ورغم مرور السنوات والعقود، لا تزال هذه القرية الصغيرة تشتهر بأنها «القرية الهيبية». اليوم حين تزور ساحة القرية الرئيسية ستُفاجئ بأعداد هائلة من الشبان الذين يتنزهون من دون ملابس تغطي الجزء الأعلى من أجسادهم، شعورهم طويلة ومتفلتة في الهواء، لحاهم تشبه لحى الخيبين، وعلى ظهورهم يحملون محفظاتهم. بعد الظهر يلتقي العشرات منهم في بار ريو، ومن يملك منهم سيارة فيات 1500 قديمة أو سيارة بيجو فإنه سيقصد بالتأكيد النهر الأقرب للقرية ليستحم في مياهه. يذهب هؤلاء في مجموعات، الغيتار رفيقهم الدائم للاستمتاع بالمياه الصحية في المنابع القريبة من سان ماركوس سييرا.«إنها الجنة» يردد بعض السياح، في هذه القرية الفقيرة يتزايد عدد السياح الذين يقصدونها من مختلف أنحاء العالم، يصلون إليها ولا يزعجهم بالطبع غياب المجمعات التجارية
الحديثة.
في ساحة القرية يحلو السهر، عندما يهبك المساء يحتل الموسيقيون أنحاء مختلفة من الساحة، بعضهم يلعب الغيتار، آخرون يضربون الطبل، الرسامون أيضاً هناك، وصانعو المجوهرات الحرفية وبائعوها أيضاً موجودون.
أما العسل فهو من أشهر اختصاصات أبناء القرية، يُباع لأنه «دواء لأمراض مختلفة».