مريم سعيديما الذي حدث منذ ذلك التاريخ ولغاية اليوم، غير أن الأحزاب والقوى السياسية عمدت إلى قتل وخطف أبنائنا وأحبائنا وتهجيرنا من بيوتنا؟ قادة منهم من هاجر ومنهم من بقي، واستغل ظروف الحرب ولا يزال لغاية الآن، صامداً على كرسيّه لا مشاعر ولا أي نداءات تزعزعه.
من هم ليشعروا معنا وهم من لم يفقدوا ولداً ولا محباً، هم من أرسلوا أولادهم إلى الخارج ليتعلموا ويترقوا ويعودوا ليصبحوا من أبناء المجتمع المخملي والسياسي. هم لم يدقوا الأبواب لمعرفة مصير محبيهم، لا بل هم من كان السبب في ما نحن عليه اليوم، هم من خطفوا وقتلوا وهجروا وليس من أحد ليحاسبهم.
ونحن أين أبناؤنا؟ في أي مجتمع هم؟ هل لا يزالون على قيد الحياة أم ماذا؟ من نسأل؟ من يجيب؟ هل هنالك من صاحب ضمير ليتجاوب معنا؟
ولكن نحن أصحاب قضية إنسانية مؤمنة لن نتوقف، وسنستمر وسنبقى مرفوعي الرأس. مفقودونا هم من دافع عن لبنان وكرامة لبنان وسيادة لبنان وليسوا هم جميعاً. ولدي المفقود ماهر قصير فقد أثناء الاجتياح الإسرائيلي لكلية العلوم في حزيران 1982، كان يقاتل ويدافع عن وطنه بدلاً من الكثيرين الذين تخرجوا من تلك الكلية وأصبحوا مهندسين وأطباء ومحامين...
ندائي اليوم ليس موجهاً إلى أصحاب السلطة. ندائي موجه إلى الشعب، إلى المقاتلين، إلى الذين كانوا في يوم من الأيام خاطفين هل من صحوة ضمير؟ هل هناك من يساعدنا ويرشدنا إلى أي معلومات عن محبينا؟ أيها الخاطف فقط تخيل لو أنك في مكان ولدي، ما كان حال والدتك اليوم؟ هل كنت لتقبل لها هذا العذاب والفقدان؟

(والدة المفقود ماهر قصير)