رنا حايكلارتفاع أسعار العقارات في لبنان سبب موضوعي:
البلد مساحته صغيرة، و«نيّال اللي عندو فيه مربض عنزة». مفهوم. لكن ماذا عن كونه بلداً يربض فوق فوهة بركان أمني قد يطلق حممه في أية لحظة؟ لماذا لا يؤثر هذا العامل على السوق العقارية؟
وفي ظل ذلك، كيف يمكن شاباً ما أن «يتزوج ويستقرّ» كما تشجعه القيم الاجتماعية والسلطات الروحية أن يفعل، فيما يتقاضى لقاء ثماني أو تسع ساعات من العمل يومياً حوالى 800$؟
لارتفاع الأسعار عموماً خلال هذه الفترة أسباب عالمية: أزمة الوقود، تلتها الأزمة المالية العالمية. لكن لمَ هبط سوق العقارات في جميع الدول إلا في لبناننا الحبيب؟ ولم اجتهدت جميع الفنادق والمطاعم في «أوروبا والدول المتحضرة» في التنافس في استحداث عروض خاصة أطلق عليها «عروض الكساد» لاجتذاب زبائن انكفأوا أخيراً عن الاستهلاك للرفاهية، بينما لا يزال سهم الأسعار منطلقاً بقوة الصاروخ إلى أعلى في لبناننا الحبيب؟
هل لأن الشاب اللبناني «بهورجي ومظهرجي» وقد يستدين ليرتدي «ماركة»، بينما يعجز عن النزول إلى الشارع في تظاهرة لمطلب معيشي؟
ربما. أو ربما أيضاً لأن التسيب المستشري في جميع القطاعات التي لا تمارس الدولة رقابة عليها جعلت من لبناننا الحبيب جنة التجار وأصحاب رؤوس الأمول؟
الحالة ستظل تعبانة يا ليلى، وعلى حبك أن يظل عذرياً على ما يبدو حتى تصطلح.