استُقبلت وزيرة الداخلية الفرنسية، ميشال اليو ماري، أمس، بعرض عسكري لقوى الأمن الداخلي، وقد رافقها وزير الداخلية المحامي زياد بارود، واستعرضا معاً عضلات قوى الأمن الداخلي (الوحدات السيارة والفهود) في قاعدة الضبية
أحمد محسن
تساقطت أشعة الشمس الحارقة على وجوه أفراد الفرقة الموسيقية، أمس، وعلى رجال فرقة «الفهود» الذين ألقوا التحية على وزير الداخلية اللبنانية ونظيرته الفرنسية، الآتين لاستعراض قدرات عسكرية وبوليسية في ثكنة الضبية. «كبّر فشختك!» صاح الرتيب المولج تدريب الفهود على أداء التحية العسكرية، بأحد العناصر، قبل أن ينجح الفهود برص صفوفهم. وقد خطف وصول المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، أنظار الجميع، بمن فيهم الضباط، الذين تفيأوا بظلال المنصة المواجهة لساحة الاستعراض. وبعد وصول الوزير بارود، والوزيرة الفرنسية، انطلق العرض بعدما استقبلتهم قوى الأمن بالموسيقى والتحية العسكرية، قبل انضمامهم إلى المنصة، ولفت الحاضرين ارتداء الوزيرة الفرنسية قفازين أسودين، على الرغم من حرارة الطقس المرتفعة. عزفت الفرقة الموسيقية السلامين الوطنيين الفرنسي واللبناني، إيذاناً ببدء الاستعراض. سار الفهود بخطى متراصّة إلى خلف المنصة، بينما انطلقت الآليات المدرعة من أمامها، وعلى وقع الطبول والأبواق. آليات منوعة، تقدمتها المدرعات البرمائية، تلتها شاحنات ضخمة، يمكنها أن تحوي عدداً كبيراً من الجنود بداخلها. استمر سير المدرعات والتحقت بها ناقلات عملاقة زيتية اللون، تحوي إحداها جرافة كحلية، تستخدم لفتح الطرقات خلال أحداث الشغب المحتملة. وختمت سيارات الإسعاف عرض الوحدات السيارة، ثم انطلقت بعدها «مناورة السرية الخاصة».
لم تكن بداية هذا العرض قوية الوقع، كما يوحي اسمها، إذ إن الحاضرين كانوا قد أحسّوا بما هو أشد وقعاً، تمثل بصرخة أحد العمداء، حين نادى أحد رتباء قوى الأمن، وتوجّه إليه بلفظة نابية (تأبى «الأخبار» أن تنشرها احتراماً للمؤسسة الرسمية)، وهو يطلب منه التوجه إليه وعدم استعمال الهاتف. لكن المناورة أخذت شكلاً أكثر إثارة عندما أطلق رجلان من الفهود النار من سلاحهما الرشاش باتجاه البحر، ممتطيين دراجتين ناريتين من نوع Cross. بعدها، تقدم عناصر الفهود ببطء نحو ساحة ترابية، وقاموا بعملية دهم افتراضية، تخللها إطلاق قذائف، أرهبت بعض الحاضرين ذعراً، وخصوصاً الذين لم يتوقعوا حدوث أمر مماثل. استمر إطلاق النار لبضع دقائق، وسط تمترس لأفراد الفهود بأسلحتهم الرشاشة، التي لوحظ بينها قاذفات صاروخية (RPJ)، وفور انتهاء المناورة، رُفع العلمان اللبناني والفرنسي على موقع الهجوم الافتراضي، وانصرف الوفد الوزاري برفقة الإعلام لتفقد الثكنة. وسلّمت الوزيرة الفرنسية على أحد الملثّمين من الفهود، وألقت بنظراتها على عناصر مكافحة الشغب، الذين يسهل معرفتهم من العتاد واللباس. تابعت قوى الأمن استعراض عضلاتها، وانضمّ فرسانها إلى العرض، حيث قام 9 فرسان بعرض دائري، مرتدين قبعات مكتوب عليها بالأجنبية (police)، فأضفى وجود الأحصنة رونقاً خاصاً على العرض الذي كان «عسكرياً» بامتياز. وفي ختام الجولة، استعرض الجميع عروض القفز بواسطة الحبال (rappel)، حيث نال أحد أفراد الفهود تصفيقاً حاراً لقيامه بحركة مميزة، بعد نزوله من أحد المباني الشاهقة إلى الأرض. بموازاة هذا كله، وعلى أبواب الانتخابات، تنتظر قوى الأمن مهمات أكثر صعوبة، وعندها، ربّما يختار اللبنانيون التصفيق للقوى الأمنية.