فاتن الحاجيتناقل الأساتذة والموظفون هذه الأيام خبريات بالتواتر عن الدور الذي سيقومون به والمبالغ التي سيتقاضونها يوم الانتخابات المقبلة في 7 حزيران. يتحدث البعض عن أنّ البدل الذي سيناله رئيس القلم ارتفع من 300 ألف ليرة إلى حوالى مليون ليرة لليوم الانتخابي الوحيد، فيما يقول غيرهم إنّ البدل الجديد لن يتعدّى 500 ألف. يسمع هؤلاء في وسائل الإعلام عن شركة خاصة ستتولى نقل صناديق الاقتراع والتجهيزات ومستلزمات العملية الانتخابية، فيما المطلوب منهم فقط الالتحاق بمركز الاقتراع مزوّدين بالقرطاسية والملفات ولوائح الشطب، وفي هذا تغيير كبير، حيث كان الأساتذة يشكون في الماضي من هذه «الأشغال الشاقة» التي لا تليق بموقعهم.
وفي باب آخر يشغل بالهم، سمع البعض أنّه سيخصص لهم يوم الخميس السابق لموعد الاستحقاق لكي يقترعوا، لأنهم لن يتوافر لهم الاقتراع يوم الانتخاب نفسه، الذي يعملون فيه. لكنّ هؤلاء يضيفون أنهم لا يعرفون أين وكيف سيكون ذلك. ويسأل بعض الأساتذة عما إذا كان توزيعهم على المراكز سيجري في المحافظة ذاتها أم لا؟ وماذا عن انضمام المعلّمات والموظفات للمرة الأولى إلى العملية الانتخابية بصفة رئيسات أقلام وكاتبات؟
خبريات تبقى في إطار التكهنات ما لم تبادر وزارة الداخلية والبلديات إلى عقد لقاء مع روابط الأساتذة والموظفين لمناقشة كل هذه التفاصيل وإبلاغ عموم المعنيين بها. «هذا على الأقل ما تنتظره الهيئات الممثّلة لأكبر فئة ستسهم في تسيير الانتخابات»، حسب أمين سر رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي محمد قاسم. ويستغرب الرجل كيف أنّ الوزارة «لم تحدد لنا موعداً حتى الآن لبحث كل هذه الأمور، علماً بأننا حريصون كما الوزير على إنجاح الانتخابات، مع الحفاظ على حقوق الأساتذة وكرامتهم وضمان اشتراكهم بطريقة مقبولة».
يرفض قاسم التعليق على أيّ من التسريبات عن البدل والقضايا الإجرائية قبل الاتفاق عليها مع الوزارة. ويقول: «لا نعرف شيئاً، وإن كنا قد سمعنا أشياء مختلفة، لكن من الضروري أن نقدم اقتراحاتنا ونعرف أين هي حدود مسؤولياتنا». ويردف «نريد أن نكون عنصراً مساعداً فاعلاً للوزارة لا متفرّجاً».
ويذكّر الأساتذة كيف توافقوا في الدورة الماضية مع وزير الداخلية آنذاك لتحديد مسؤوليات المعلم الذي لم يعد بإمكانه تحمّل التدافع والوقوف في الصف والقيام «بالعتالة»، من حمل أجهزة التلفزيون وما شابه، وقد حُلّت المسألة حينها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية التي كانت تؤمن سير العملية الانتخابية في المكان.