دانا بدرانيتفاجأ الدّاخلون إلى حرم كليّة الطّب في الجامعة اليسوعيّة.
هم ينتظرون رؤية طلاب وأساتذة يتجوّلون في باحاتها، مستفيدين من المساحات الخضراء. لكن، عوضاً من ذلك، يرون الطلاب يتسابقون للجلوس في الأماكن القليلة المتاحة لهم، أو يتنقّلون يميناً ويساراً لتفادي ما يعكّر لهم كلّ يوم صفو جلساتهم: السيّارات. فهي تحتل معظم أرجاء الحرم الجامعي المعروف بصغر حجمه نسبة للجامعات الأخرى. وبدلاً من أن يجلسوا على المقاعد أو يتجولوا، تراهم يستندون إلى المرسيدس أو البيجو أو حتى الـ«ليكسوس»، متخذين منها مقعداً لهم. أما حين تتحرك، فيمارسون قهراً رياضة «الجمباز» حتى لا تصدمهم، ليصبحوا وكأنهم في ما يشبه اللعبة الإلكترونيّة.
المشكلة الإضافيّة هي أن المساحة الإجمالية المخصصة لمواقف السيارات في الكلية بالكاد تكفي عدد الأساتذة والعاملين فيها، فيما الفروع الأخرى تؤمنها للطلاب أيضاً. والمواقف الموجودة حول حرم الجامعة بالكاد تكفي للجميع فيضطر الكثيرون منهم لركنها في مواقع بعيدة نسبياً عنها. والبعض يترك المنزل في وقت أبكر من المعتاد في محاولة للحصول على الموقف الأقرب، خوفاً من «المشوار» الذي سيتكلفونه من مكان ركن سيارتهم حتى الجامعة.
في ظل هذه المشكلة، لم يجد طلاب كلية الطب سوى الـ«فايسبوك» للتعبير عن احتجاجهم والمطالبة بحل هذه الأزمة عبر إنشاء مجموعة عنوانها: «بدنا parking للـFM».