البقاع ــ أسامة القادرياهتزت منطقة البقاع الأوسط أمس. لم يثنِ وضوح النهار بعض المجهولين عن اقتحام مصرف الموارد في مدينة شتورا، وسلبه بقوة السلاح مبلغاً كبيراً من المال، قبل أن يتابعوا العملية، مستهدفين أحد محالّ الجواهر على طريق عام بلدة عنجر.
بدأ ذلك في الساعة الثانية عشرة ظهراً، حين اقتحم خمسة مسلحين بنك الموارد من بابه الخلفي. كانوا يرتدون اللباس العسكري المطابق لزي «الفهود»، ويخفون وجوههم بأقنعة، حسبما أفاد موظفون في البنك. وتالياً، كان المهاجمون مدججين بأسلحة أوتوماتيكية استعملوها لإطلاق النار في الهواء أمام المدخل الذي تسللوا منه. فور دخولهم طلبوا من موظفي البنك والزبائن «الانبطاح أرضاً»، ثم اقتحموا مكتب مدير المصرف أثناء استقباله أحد الزبائن. أطلقوا النار بين قدميه، فيما طلب منه أحد المسلحين إعطاءه كل ما لديه من أموال، قدرتها القوى الأمنية بنحو 86 ألف دولار أميركي و78 مليون ليرة لبنانية. بعد إتمام العملية، خرج المسلحون من الباب الرئيسي إلى الطريق الدولية، وغطت المجموعة انسحابها بإطلاق أعيرة نارية في الهواء، حيث كانت في انتظارهم سيارة مرسيدس من دون لوحات من طراز 300 كحلية اللون. انطلق السالبون مسرعين باتجاه تعنايل، ثم انحرفوا على طريق فرعية، تؤدي إلى معمل النيوسيراميك، وهناك كانت في انتظارهم سيارة مرسيدس من طراز 500 سوداء اللون، فاستقلوها بعدما أضرموا النار في السيارة الأولى وأكملوا وجهتهم باتجاه بلدة المرج حيث سلكوا طرقات فرعية أيضاً، أدّت بهم إلى الطريق الرئيسية عند مفرق الروضة ــــ دير زنون، ومن هناك سلكوا الطريق الدولية باتجاه بلدة عنجر، ليقتحموا محلات «يني» للجواهر. هناك تعرّض صاحب المحل لضربة على الرأس من عقب بندقية أحد المسلحين، ما أدى إلى جرح بليغ. أجهزوا على المكان من جديد، واستولوا على كميات من الذهب قدرت بنحو 5 كيلوغرامات من الذهب المصنّع، وخرجوا تحت غطاء ناري مجدداً.
بعد فرارهم، خرج صاحب المحل وأطلق عدة أعيرة من سلاح صيد في الهواء بهدف إنذار المواطنين، بينما تابع المسلحون طريقهم نحو معمل السكر حيث كانت بانتظارهم سيارة بويك، استقلوها بعدما أشعلوا النار بالسيارة الأولى، وفروا باتجاه منطقة «الكسارات»، وهناك اختفوا عن الأنظار. حضرت قوة من الجيش اللبناني وعملت على سحب السيارة ومصادرة الأسلحة. وقد استخدم الجيش طوافات «كازال» في تحرياته، حلقت على علو منخفض فوق المنطقة، وتحديداً عند وادي بلدة الصويري، كما نقل أهل المنطقة. وفي تعليق له على الحادثة، أسف مدير مصرف الموارد محمد أبو جخ، قائلاً: لم نكن نتوقع أن السلب يقع في عز النهار بهذه الطريقة. بدوره، طالب رئيس بلدية شتورا نقولا عاصي الأجهزة الأمنية بأن تكثّف من دورياتها في شتورا، وكشف الجناة في أسرع وقت ممكن، لإعادة الطمأنينة إلى المصارف في شتورا.


القوى الأمنية تتوصل إلى خيوط

لاحظ أهالي بلدة مجدل عنجر عملية إنزال قام بها مغاوير الجيش على السفوح الجبلية المتاخمة لوادي الصويري، وباشروا عملية تفتيش دقيقة في تلك المنطقة. وفي ساعات المساء الأولى، عزز الجيش اللبناني وجوده بقوات تمركزت عند نقاط دير زنون ــــ المصنع ومفرق راشيا. وفي الوقت ذاته، سرت شائعات في المنطقة عن إلقاء القبض على مدنيين، من دون معرفة تفاصيل. وعلمت «الأخبار» من مسؤول أمني أن صاحب السيارة المصادرة «بويك» سلّم نفسه للجيش اللبناني. ورافق هذه العمليات إجراءات أمنية أخرى، نفذتها الأدلة الجنائية، التي عملت على رفع البصمات. وأشار المسؤول الأمني ذاته إلى التوصل إلى خيوط قد تؤدي إلى معرفة الفاعلين في الساعات القليلة الآتية. وفي الإطار نفسه، دهمت وحدات من الجيش منازل عدد من المشتبه فيهم، من دون أن تسجل أي اعتقالات، في موازة استمرار الحواجز الثابتة والدوريات المؤللة في الأحياء القريبة من مجدل عنجر حتى ساعة متأخرة من ليل أمس.