ريتا الشيخ طرق باب بيتنا على غرّة من دون أي موعد، أي إنذار. الجرس صامت. أذان الجوامع تنادي الله أكبر. احتفى القمر وطلع الفجر. الشمس حاضرة بشعاعها الجذاب، بقوتها المغناطسية، بخيوطها الذهبية المحرقة. أفتح النافذة، أتأمل المنظر الأعجوبي وأنتظر. أنتظر أعجوبة من الله. زارنا المرض الخبيث. فتك بدمنا؛ أين الأمل؟ يخطف منا ويخطفنا نحن أيضاً من أحبابنا. يعذبنا، يميتنا ونحن أحياء. لا نستطيع البوح، ننظر فقط بعيون متسائلة. خائفة أنا. أفكر بالعلاج المستحيل! بالحل! أمسك الورقة والقلم وأكتب. القلم صديقي والورقة هي روحي المعبرة الصامتة والصاغية للأحداث الواقعية التي تمرّ من حولنا مرافقة رحلتنا في هذه الحياة.
تقبل نحوي شقيقتي الصغيرة بعيون جاحظة، قائلة: ألم تفكري بالانتحار؟ تعجبت من سؤلها! غرقت بأفكاري! كيف أقنع فتاة صغيرة بالحياة؟ فالمرض تفوق علينا بقوته السامة!
لم يعد للحياة أي معنى. كل شي عادي! لا شيء جميلاً! الغيوم السوداء حائمة في بيتنا والعيون حزينة. أين الأمل! اقتربت منها بحنان، بهدوء، فأنا جديدة أيضاً على هذه الحكاية! أردت أن أستنجد فقلبي يبكي ألماً وحزناً! قلت يا رب ساعدني على الصبر والإيمان، فكان الله هو الأمل، هو القوة، السميع، البصير، العدل اللطيف، وقلت لها «يا أختي الله هو الأمل والأمل هو الحياة والإيمان هو الصبر والدواء، بالصبر والإيمان سنتغلب بإذن الله على كل المصاعب والشدائد! لا للانتحار ، بل للأمل والإيمان».