سناء صفوانيعتبر الغذاء السليم أساس صحة الإنسان وراحته، هذا الأمر معروف، ولكن قليلين يدركون أنهم ينتهجون سلوكيات خاطئة تتعلق بكيفية تناول وجبات الطعام. من السلوكيات الخاطئة: الأكل والشرب وقوفاً، الأمهات المنهمكات بإطعام أولادهن، الموظفون والموظفات، العاملون والعاملات، المراهقون المشغولون بألعابهم، وغيرهم كثيرون يتناولون وجبات الطعام وقوفاً، ويجهلون أضرار هذا السلوك وانعكاساته على صحتهم.
يؤكد الدكتور حسين قدوح، اختصاصي أمراض داخلية، أنه «عندما يكون المرء واقفاً فإن جهازه العصبي يكون في حالة فعّالة، لذلك عندما يتناول الطعام في هذه الحالة، وخاصة إذا تناوله بسرعة، فإن ذلك سيؤدي إلى حصول تشنجات في عضلات المريء، ما قد يسبب صعوبة في وصول الطعام إلى المعدة، ومن ثم سيعاني المرء عسر الهضم وقد يصاحبه شعور بالألم. ومع الوقت قد يعاني صاحب هذه العادة مشاكل في جدران المعدة ومن القرحة».
ويقول قدوح إن تناول الطعام والشراب في حالة الجلوس هو أفضل وأكثر أماناً وسلامة. وبالنسبة إلى شرب الماء أثناء الوقوف يؤكد الطبيب: إذا ما شرب أحد الماء وقوفاً، فإن هذا الماء سيتساقط بقوة إلى المعدة، وإذا تكرر هذا الأمر مرات عدة، فإن هذا السلوك قد يؤدي إلى استرخاء في المعدة، ويسبب هبوطها، وهذا ما قد يسبب بدوره عسر الهضم».
ويعتبر قدوح أن عملية الهضم الجيدة، هي العملية الأساس للاستفادة من الطعام والقيمة الغذائية الموجودة فيه، وهي تساهم في تفادي عسر الهضم، كما أن الهضم بشكل سليم يمنع ظهور أمراض سوء التغذية كالانيميا ونقص الفيتامينات والمعادن. ويضيف قدوح: «يجب تجنب كل ما قد يسبب عسراً في الهضم لأن هذه المشكلة قد تتطور لتحدث أمراضاً في المعدة».
إذاً مهما زادت ضغوط الحياة، مهما تفاقمت واجباتنا في العمل، فليكن وقت الطعام وقتاً للاستراحة، نستفيد من الساعة المخصصة للأكل، نجلس خلالها حول المائدة نتناول وجبة صحية ونعطي للمعدة الوقت الكافي لتقوم بعملية الهضم، فالاستعجال سيؤدي بنا إلى تفاقم أمراضنا وأوجاعنا.