محمد محسن
تختلف أسباب تسمية قرى الضاحية الجنوبيّة، لكنّ اللافت، أنّ أحد أهم أسباب تسمية بعض القرى والشوارع، أتى بناءً على عنصرٍ معيّن، يرتبط بالقطاع الزراعي الذي كان مزدهراً أيام تسمية هذه القرى والشوارع. مثلاً، سمّي شارع «عين الدلبة» بهذا الاسم، نسبةً إلى عين الماء التي استعملت لري الأراضي الزراعية، والتي كانت تحتل مساحاتٍ واسعة من الحي الموجود حالياً، وتروي المصادر التاريخية أنّ هذه العين استُحدثت كبديل لمياه الآبار الجوفيّة التي كانت تروي المزروعات.
أمّا منطقة الشياح، فقد سميّت بهذا الاسم، بسبب انتشار زراعة التوت فيها، وما تستتبعه من عمليّات «تشييح» الحرير، قبل تصديره إلى الخارج. لكن بعض السكّان القدامى يشيرون إلى أنّ التسمية ناتجة من كثرة شجر الشوح في الأرض التي امتلأت بالكتل الإسمنتية.
انتقالاً إلى تحويطة الغدير، يروي السكان أنّ هذه المنطقة الواقعة بين المريجة وحي السلّم، كانت تسمّى سابقاً «جلّ البلح»، نظراً لاحتلال أشجار النخيل، مساحاتٍ واسعة جداً منها، تكاد تغطّيها بالكامل، إضافةً إلى كونها مصدراً مهمّاً للبلح والتمور، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن هذا الانتشار الواسع للبلح، لم يؤثر في الزراعات الأخرى الموجودة في برج البراجنة. غرباً، وفي منطقة «بئر حسن» تحديداً، تشير المصادر إلى أن التسمية جاءت للدلالة على بئر مياه حُفرت بأمر من الأمير حسن الشهابي، لريّ المزروعات وسقاية المواشي، وتقع هذه البئر حالياً، تحت محطة المحروقات المشهورة في تلك المنطقة.