جوان فرشخ بجالي
أور مدينة ذكرتها التوراة باعتبارها المدينة التي غادرها النبي إبراهيم متوجهاً نحو بلاد كنعان، وكان اسمها في التوراة أور الكلدانيين. وحينما بدأت الحفريات في موقع تل المقيير، الواقع في ضواحي مدينة الناصرية جنوب العراق، قرر العلماء أنها تلك المدينة التي ذكرت في التوراة، رغم أنه لا تأكيد لذلك في الحفريات الأثرية. فمدينة أور هي عاصمة السومريين عام 2100 قبل الميلاد، وكانت مركزاً تجارياً مهماً ومزدهراً، إذ كانت تقع على ضفاف نهر الفرات. لكنها أصبحت اليوم في وسط الصحراء، بسبب تغيّر مجرى النهر.
الحفريات الأثرية في موقع أور أغنت العديد من المتاحف، في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية والمتاحف العراقية، بروائع من الحلي والجواهر والقطع الموسيقية والأسلحة التي كشفت عن براعة الحرفيين السومريين في النحت، ولا سيما المعادن. خمس مقابر مبنية بالآجر، ترتفع سقوفها على أقواس، وفي داخلها ممرات وآبار. هناك دفن الملوك ومعهم بعض خدمهم وفرق من الجيش مع الأسلحة وموسيقيين مع آلاتهم.
وأشهر مقام في مدينة أور هو زقورتها (أي المعبد الذي يرتفع على مدرجات)، وقد أعادت السلطات العراقية بناءه في القرن الماضي، واستعمل شعاراً للموقع وللعراق ولحضارة ما بين النهرين.
وفي أيار 2008، توجه إلى أور فريق من الخبراء من المتحف البريطاني والمعهد الألماني للدراسات في الشرق الأوسط، في بعثة نظّمتها القوات البريطانية. وقال الخبراء إن أكثر المواقع تضرراً هو موقع أور، وإن الآثار الظاهرة بحاجة إلى الترميم والصيانة، وإلا فهي مهددة بالانهيار. وكان عبد الأمير حمداني قد نشر أول تقرير علمي عن أضرار الحرب على الموقع في كتاب «The Destruction of the cultural Hertitage of Iraq»، مؤكداً أن حركة الشاحنات العسكرية الأميركية على مقربة من المقابر الملكية والارتجاجات التي تولّدها أدّتا إلى تصدّع في الجدران يستلزم الصيانة الضرورية.