ريتا بولس شهوانفي هذه الأثناء، يحدث تراشق كلامي بين شباب موقع سياسي معارض وآخر موالٍ.
كلٌّ يحاجج بأهمية رئيس حزبه، ووطنيته وولائه للّه والوطن والعائلة. على مدار الساعة، يتناقشون في أقوال مجتزأة، وفكر ردّدوه، «بصموه»، وكتبوه.
يحتدم النقاش، فتتكثّف وتتشابه التعليقات. أعلنت إحدى المنتسبات، وبلهجة مؤكدة أن الحزب الذي تنتمي إليه هو الأقوى، معتمدة أسلوب طلاب صف السادس ابتدائي في الكتابة، فأتى الرد حرفياً «حزبي أقوى من حزبك وأقدم منّه. أساساً بيّي كتير قوي وهوّي معلّمني انو هيدا الحزب نهجو صح، بتعرفي أكتر من بيي إنت؟».
بين القيل والقال، ترتفع نسبة الأدرينالين لدى الشباب، حتى إن بعض المشتركين اتصلوا بعضهم ببعض، مبلغين عن عطل تقني في كومبيوتر أحد المشرفين على الموقع، إذ إن الأخير قد دمر شاشة الكمبيوتر الخاصة به «بضربة لمّا عصّب».
يحدث أيضًا، أن فريق عمل من خبراء «الهاكينغ» المناهضين لسياسة الموقع الموالي، يجندون خبراتهم للبحث عن ثغرات في نظام البرمجة، لاختراق الموقع وإقفاله نهائياً بحيث يضعون حداً لـ«وصلة» الشتم التي يعتمدها بعض المشاركين، والتي، على ما يبدو، لم تعجب رئيس مصلحة الطلاب في الموقع المعارض.
في المقابل، فكّك «الخبراء الاستراتيجيون» للموقع الموالي نقاط الضعف في الموقع المعارض، وأقفلوه «بكبسة زر». تتكرّر هذه المعارك يومياً على الإنترنت، كل يُظهر عضلاته في فك شِفرات مواقع إلكترونية، بدل فك شِفرات التحليل السياسي، كل «يتمترس» خلف شاشته، ناقلاً الحرب الواقعية إلى حيّز حرب افتراضية، تختلف أدواتها إلا أن خسائرها تظل «موتاً» يتحقّق بإقفال الموقع، وأعمال تخريبية تشمله بوصفه «موقعاً مستهدفاً».