أمل عبد اللهأصبح بالإمكان تشخيص الإصابة بمرض الملاريا خلال دقائق معدودة. وذلك من خلال تقنية جديدة أعلنت عنها مجموعة من العلماء من جامعة غلاسكو البريطانية. مرض الملاريا يحصد أعداداً هائلة من الضحايا سنوياً، دون أن تنجح منظمات الصحة العالمية بالسيطرة عليه، ولكن الإصابة بالمرض لم تعد تقتصر على سكان القارة الأفريقية. ففي دراسة أجرتها وكالة الحماية الصحية في بريطانيا، تبين أن عدد الإصابات داخل المملكة المتحدة بلغ 6,753 حالة بين عامي 2002 و2006. ويُرجع الخبراء السبب في ارتفاع عدد المصابين في بريطانيا، إلى الزيارات المتكررة التي يقوم بها البريطانيون لأصدقائهم وأفراد عائلاتهم المقيمين في القارة السمراء، لا سيما المناطق الغربية منها، دون اتخاذ المعايير الوقائية اللازمة لتجنب الإصابة بالمرض.
غالبا ما تُشخّص العوارض الأوليّة لمرض الملاريا على أنها زكام، ما يفسح المجال أمام تكاثر طفيليات البلازموديوم المسببة للمرض. هذا الأمر يزيد حالة المريض تعقيداً ويقلل من احتمال الاستجابة للعلاج. لكن بفضل التقنية الجديدة بات الوضع مختلفاً. تعتمد هذه التقنية، كما تشرح الدكتورة ليزا كارتريت، القيمة على المشروع، على رقاقة صغيرة مبرمجة لتحديد الفصيلة المسببة للمرض عندما تضاف إليها عينة الدم المصاب. هذا التشخيص الدقيق يسمح بإعطاء العلاج المناسب في أسرع وقت. تستغرق عملية التعرف على نوع الطفيلية حوالى نصف ساعة، فيما تحتاج الطرق التقليدية، التي تعتمد القراءة المجهرية للشريحة الزجاجية التي تحوي عينة الدم، إلى ما لا يقل عن ساعة. وذلك دون أن يكون التشخيص الصحيح مضموناً مئة في المئة، لأن العملية تعتمد بالدرجة الأولى على كفاءة عامل المختبر.