يعتبر سرطان البروستات السبب الرئيسي الثاني لوفيات السرطان عند الرجال، ولكن الكشف المبكر يساهم إلى حد كبير في السيطرة على هذا المرض والشفاء منه. إلا أن أبحاثاً جديدة أجريت على مجموعة من قدامى المحاربين الأميركيين في فيتنام أظهرت أن من استخدموا مبيداً للأعشاب يعرف بالمادة البرتقالية «agent orange» أثناء وجودهم في فيتنام، هم أكثر عرضة من سواهم ليتجدد لديهم المرض بعد الانتهاء من العلاج، رغم أن إصابة هؤلاء الأولى لم تكن من النوع الذي يصعب علاجه.في دراسة شملت 1,495 من قدامى المحاربين الذين خضعوا لعمليات اسئصال البروستات، تبين أن احتمال تكرر الإصابة لدى 206 منهم هو أعلى بخمسين في المئة. وهم الأشخاص الذين استخدموا هذا المبيد.
وقد أظهرت المتابعة لهذه الحالات أن الإصابة الثانية تكون أكثر شراسة من الأولى. ويظهر ذلك من خلال ملاحظة مؤشر الـ PSA الذي يقاس دورياً عند مرضى البروستات لتقويم نسبة شفائهم بعد خضوعهم للعلاج. فقد تبين أن مستوى الـ PSA تضاعف خلال ثمانية أشهر فقط، فيما هذا الأمر يستغرق حوالى سنة ونصف عند الذين لم يتعرضوا للمادة الكيميائية.
رغم تزايد الحديث عن المضار الصحية التي يمكن ربطها بهذه المادة الكيميائية، ومن ضمنها سرطان البروستات، إلا أن الآلية التي ينتج منها هذا الأمر ما زالت غير واضحة.
في موازاة ذلك، بات معلوماً أن مادة الديوكسين الموجودة في المبيدات الحشرية والعشبية التي يستخدمها المزارعون الأميركيون، هي مادة مسرطنة، وترفع احتمال الإصابة بمرض السرطان عند من يستخدمها. ويعتقد العلماء أن مادة الديوكسين تؤثر على المراكز التي تتحكم بتكاثر الخلايا في الجينات، ما يسبب إنتاج أعداد غير طبيعية من الخلايا، وهو العلامة المميزة لمرض السرطان.
وتتابع البروفسورة تيريس من جامعة جورجيا للطب، التي قامت بدراسة مشابهة، إجراء المزيد من الأبحاث من أجل معرفة كيف تتغير حدة الإصابة بالسرطان مع تغير نسبة التعرض لهذه المواد المسرطنة.
أمل...