جدّايل ــ جوانّا عازار « لو كانت طريق جدايل (جبيل) الصاعدة إلى بلدات شيخان، المنصف، معاد، غرزوز وغيرها أعرض لكانت حفرها أعرض، فالمعادلة هنا بسيطة: كل حفرة بعرض الطريق»، هكذا يصف المواطن نمر نمر، من بلدة شيخان حال الطريق الممتدّة من أوّل مفرق حصرايل من جهة الأوتوستراد حتّى بلدة جدايل. فالطريق الرئيسيّة للبلدة تكثر فيها الحفر فتتحوّل بسبب محاولة تفادي الوقوع في جورها «إلى حلبة تصلح لتعلم الرقص الشرقي ولكن بالسيارة» كما يقول. والطريق «ما بدّها ترقيع، بدّها تزفيت من أولّها لآخرها»، كما يرى حليم الحاج. يضيف: «هذه الحال منذ الصيف الماضي وقد ازدادت حالتها سوءاً في فصل الشتاء، وكرمالها لورا بسبب مرور الشاحنات الثقيلة المتوجّهة الى المصانع في المنطقة». اما بسيم ابي عبدالله فيصف حال الطريق بـ«الويل». ويسأل: «لماذا ندفع المال لقاء إجراء المعاينة الميكانيكيّة لسيّاراتنا؟ يحاسبوننا على كلّ شاردة وواردة وهم من يحاسبهم؟».
أمَّا جيلبيرت حريق، من بلدة معاد المجاورة، فهي تبقى عيونها كما تقول «مفنجرة كل الطريق». تزيد: «نهرب من الحفر في وسط الطريق فنقع في أخرى على جانبها خصوصا في حال مرور سيّارتين في الوقت عينه واحدة صعودا وأخرى نزولا». من هنا، تعمد حريق ككثيرين غيرها إلى الصعود إلى بلدتها معاد عبر طريق أخرى، من بلدة المنصف.
في 2 نيسان 2009 تقدّم مختار بلدة جدّايل عفيف الحاج بكتاب إلى قائممقام جبيل حبيب كيروز يفيده فيه عن واقع الطريق «التي تكثر عليها الحفر من مفرق بلدة حصرايل من جهة الأوتوستراد صعودا حتّى جدّايل وقد سبّبت بحوادث سير كثير وهي تعرّض السلامة العامّة للخطر»، طالبا منه الاتّصال بالمراجع المختصّة لاجراء اللازم في أقرب وقت ممكن، وربطا بالكتاب، تمّ تقديم صور تظهر حال الطريق التي تشكّل خطّا عامّا يستفيد منها أهالي كلّ الضيع المجاورة لجدايل. وقد أتى هذا الكتاب الرسميّ بعد سلسلة من المراجعات الشفهيّة للقائمقام أجراها المختار الحاج وعدد من أبناء جدّايل. وفي غياب أيّ جواب رسميّ أو عمليّ، اتّصلنا بقائئمقام جبيل حبيب كيروز الذي قال لـ»الأخبار» أنّه حوّل الكتاب الى محافظ جبل لبنان القاضي أنطوان سليمان الذي حوّله بدوره الى وزارة الأشغال العامّة والنقل. وأشار كيروز الى أنّه عرض الموضوع شخصيّا مع وزير الأشغال غازي العريضي في لقاء معه الأسبوع الماضي، وقد أبدى الوزير العريضي حسب كيروز، كلّ استعداده لتأهيل الطريق من جدايل صعودا إلى القرى المجاورة، وسيشير الى المديريّة الاقليميّة للقيام بهذا العمل في أوّل فرصة تتوافّر فيها الامكانات الماديّة لذلك.