غزة ــ محمد داودمنذ 2004، ومع بداية كلّ عام جديد، نتقدم، نحن متخرّجي الإعلام التربوي في قطاع غزة، بطلب لنيل وظيفة في سلك التعليم. لكن للأسف، تتعامل وزارة التربية والتعليم في القطاع مع هذا الاختصاص بأسلوب يمكن وصفه، في أحسن الأحوال، بالسلبي، إذ تسعى بكلّ جهدها إلى تحميل الطالب الذي تخرّج من هذه الكلية ذنب اختياره لها، فبعدما تعاملت الوزارة معنا لفترة طويلة من منطلق ذرّ الرماد في العيون، اتخذت منذ فترة قراراً كان بمثابة حكم بالإعدام المهني لنا.
إذ كانت تعلن حاجتها إلى توظيف متخرّجين من هذا الاختصاص إلى جانب الاختصاصات الأخرى. في خطوة تحاول من خلالها السعي إلى تبرير ساحتها تجاهنا بعدما تعبنا ودرسنا لسنوات، وتعمد إلى إجراء اختبار نظري ومقابلة للطلاب المتقدمين، الذين يقدّر عددهم بخمسين متخرّجاً على الأقل. لكننا كنا نفاجأ دوماً، في نهاية المطاف، بقبولها لعدد لا يذكر منهم، لا يتجاوز واحداً أو اثنين تقريباً كل عام ومن محافظات غزة كلها. والله أعلم إذا كان هؤلاء قد اختيروا بالتزكية أو «الواسطة» أم لا.
لكنها قررت، أخيراً، قطع شعرة معاوية، حين أعلنت بوضوح أنها قد ألغت هذا التخصّص تماماً. هكذا، وبكلّ بساطة، شطبت وزارة التربية اختصاصاً جامعياً عن الخارطة التعليمية، في خطوة لا نعلم بعد إن كانت تدبيراً مؤقتاً أم قراراً نهائياً. هنا، لا بدّ من التساؤل عن مصير عشرات الطلاب من حاملي هذه الشهادة. أين سيذهبون؟ ماذا سيعملون؟ الجواب برسم الوزارة.