ديمة ياسينأنا عاطلة من العمل مثل معظم شباب لبنان. تخرجت سنة 2006 ومعي دبلوم صحافة من الجامعة اللبنانية ـــــ الأميركية.
هاجرت إلى أميركا التي أمّنت لي وظيفة بمعاش محترم. ثم فكرت: هل درست في لبنان وتعبت لكي أهاجر؟ عندها قررت العودة إلى لبنان وكلّي آمال بوجود وظيفة تشبع أحلامي. لامني الجميع على عودتي وقيل لي: «حدا بيكون بأميركا وبيرجع، شو هبلة إنتِ». كان جوابي حينها أنني أريد أن أفيد بلدي بما تعلّمته. لم يخيّل إلي يومها أنّني سأردّد تلك العبارات وألوم نفسي على هذه الغلطة. إذ إنني فوجئت بواقع بعيد كل البعد عن طموحاتي. إذ إنني أبحث منذ عودتي عن عمل.
أنا لبنانيّة وأحمل الجنسية الأميركية أيضاً، لكنني غريبة في وطني ومرحّب بي في الغربة. بأيّ بلد أؤمن؟ بالبلد الذي أمّن لي وظيفة فور تخرّجي، أم بالبلد الذي وضعني على لائحة البطالة؟ بالبلد الذي حقّق لي حلمي ووهبني الكثير أم بالبلد الذي هدّم أحلامي وآمالي وسدّ لي آفاق المستقبل؟
مع موعد الانتخابات تفاءلت بالخير إذ اعتبرته موعداً مع التغيير، ومع الأمل. فهي اللحظة التي ننتظرها نحن الشباب اللبنانيين لنقول «لا» لمن يريد أن يهدم آمالنا وأحلامنا، ولنقول إنّ الكفاءة هي التي يجب أن تحكم لا «الواسطة».
رغم ذلك، أسأل نفسي كلّ يوم: هل سأدخل السنة الرابعة في البطالة أم أنّ شباب بلدي وعوا المخاطر التي تحيط بنا وفهموا جيداً أنّ هذه الانتخابات هي أملنا الوحيد للتغيير، ونقطة بداية لمرحلة جديدة لنا وللجيل القادم بعدنا؟