دعاء السبلاني الحليب هو الغذاء الوحيد للطفل الرضيع، لكن بعض الأمهات لا يدركن الضرر الذي يتسببن به إذا لجأن إلى وضع السكر في الحليب الذي يتناوله الطفل، مهما تكن كمية السكر. الدكتور فرح نجا، أستاذة التغذية البشرية في كلية التغذية والعلوم الغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت، تقول «نلاحظ في لبنان أن بعض الأمهات يضعن السكر في الحليب الذي يُقدم للأطفال الصغار، وهذا خطأ شائع له مضار أيضاً»، وتعلل نجا بـ«أن كمية السكر المقدَّم للأطفال يفسد خلايا أو عناصر التذوق (Taste Buds) الموجودة على اللسان والتي تتجدد باستمرار. لذلك يتعود الطفل على تناول السكر ويصبح في حاجة إلى كميات أكبر كي يتذوق طعم السكر عندما يكبر. وعلى العكس من ذلك، فإن الأشخاص الذين يتناولون القليل من السكريات، يرون أن نسبة السكر في التفاحة مثلاً مرتفعة»، وتضيف اختصاصية التغذية «هذا ما يسمى الحد الأقصى (Threshold) لمستوى السكر. وهذا يشبه التناول المفرط لمسكن الآلام Panadol حيث إن الشخص الذي يتناوله بكميات كبيرة يحتاج إلى زيادة الجرعات لتخفيف ألمه».
فساد خلايا التذوق وحالة التعود على السكريات ليست الضرر الوحيد للحليب المُحلّى. تؤكد نجم «أن السكر في الحليب يسبب أيضاً Hyper activity (أي نشاطاً زائداً عن الطبيعي). بالإضافة إلى ذلك، لا يخفى على أحد مضار السكريات على الأطفال، كالبدانة التي تزيد من نسبة إصابتهم بأمراض خطيرة منها السكري والسرطان». لذلك، تنصح نجا بإبعاد السكر عن حليب الأطفال وتجنّب مثل هذه الأخطاء الشائعة، وذلك بالطبع لحماية الطفل من المضار التي تنتج منها.