بيار الخوريلم يتوانَ طلاب الحرية والسيادة والاستقلال عن الرسوب في امتحاناتهم الوطنية والأخلاقية. فهم لا يزالون في المراحل الابتدائية وبحاجة إلى دروس خصوصية في مجال الفضيلة التي هي أساس قيم أعظم الامبراطوريات كروما. هم يعيشون نجاسة تمييع فكرة الشهادة وتطيير قداستها. امبراطورية إعلام 14 آذار مضللة استغلالية لجمهور الجيش الذي يحتوي على جميع مكوّنات الوطن؛ فذكر اسم سامر حنا ضمن أسماء شهداء خط 14 آذار، هو رسالة موجهة لحزب الله مفادها ومعناها واضح يلخص بجملة «أنتم متواطئون في إعدام محبي الحياة».
الواجهة هي شهادة سامر حنا، أما الوجهة فهي واضحة: حزب الله وخطيئة 7 أيار، يستذكرونه ليدحضوا فكرة التحام المقاومة والجيش في دفاعهما عن لبنان.
أما ذكر اسم فرنسوا الحاج، فهو لتضخيم أعداد الشهداء فقط، وأكبر برهان على ذلك تناسي الرئيس السنيورة إقامة حداد وطني ولو ليوم واحد على روح الشهيد.
أما تجاهل ذكر الشهيد صالح العريضي فهو متعمد ربما لأنه من فريق المعارضة بالرغم من تشابه عملية اغتياله بباقي العمليات.
كفى متاجرة بدماء الشهداء وليكن حضورهم في وجدان كل إنسان وقلبه. وأخيراً لا بد من تذكر جملة مفيدة لمثل هذه الذكرى كنت قد قرأتها في كتاب «المفسرون» للكاتب النيجيري وول سوينكا «لو لم يكن الموتى أقوياء بما يكفي ليكونوا دائمي الحضور في وجداننا أفلا ينبغي أن يكونوا كما هم موتى؟».