أمل عبد اللهتزداد نسبة الإصابة بمرض الألزهايمر، أو مرض الخرف المبكر، في الآونة الأخيرة. وعلى رغم المحاولات التي تقوم بها مختبرات ومؤسسات بحثية عالمية، بهدف إيجاد علاج للخلايا العصبية التي تتعرض للتلف متسببة بالمرض، إلا أن التجارب البحثية المختلفة لم تنتج سوى أدوات تساعد على تأخير تطور المرض عند بعض المصابين، والتخفيف من حدّة عوارضه عند البعض الآخر. لكن دراسة جديدة يقوم بها فريق من العلماء في مؤسسة Mass General التي تعنى بدراسة أمراض الجهاز العصبي التحلليّة، قد تتيح فهماً أفضل لطبيعة هذا المرض، وتمهد بالتالي الطريق لإيجاد العلاج الناجع له. تتمحور الدراسة حول أثر الصفائح النشوية اللاصقة amyloid plaques التي يتسبب تراكمها في الجهاز العصبي بالإضرار بعمل الخلايا العصبية neurons. وقد بيّنت الأبحاث أن تأثير هذه الصفائح يشمل أيضاً الخلايا النجمية astrocytes. تنتشر الخلايا النجمية بكثافة في الدماغ، مكوّنة حوالى نصف حجمه الكلي. ولطالما فُهم دورها على أنه دور داعم وتابع لعمل الخلايا العصبية الرئيسية في الدماغ. أخيراً، بات واضحاً الآن أن هذه الخلايا ترسل إشارات كيميائية خاصة بها بإمكانها أن تقطع مسافات كبيرة عبر الدماغ.
وضع الباحثون نوعاً من الأصباغ المشعة على الخلايا النجمية لمراقبة مستوى نشاطها عند الفئران، وقد وجدوا أن نشاط الخلايا يزداد مع ارتفاع نسبة الصفائح النشوية. ما يدل على أن هذه الصفائح تزيد من نشاط الخلايا النجمية، ولكن ليس فقط تلك الموجودة في محيطها. هذا الاستنتاج يخالف الاعتقاد السائد بانحسار تأثير الصفائح على الخلايا العصبية المجاورة لها.
يشير القيمون على الدراسة الجديدة إلى إمكان امتلاك الصفائح قدرة على تغيير الدماغ بصورة لم تكن معروفة سابقاً، إلا أن الأمر يحتاج لمزيد من الأبحاث في هذا المجال. أما الأسئلة التي يسعى العلماء للإجابة عنها فهي كيف تؤثر الزيادة في نشاط الخلايا النجمية على النشاط العصبي للدماغ؟ وما مدى تأثير هذا النشاط المتزايد على عملية ترسب الصفائح؟