الضنية ــ عبد الكافي الصمدلليوم الخامس على التوالي ما زالت الطريق الرئيسة التي تربط بلدتي بخعون وطاران في قضاء الضنية مقطوعة، وذلك بسبب الانهيارات التي تسببت بها الأمطار التي هطلت أخيراً بغزارة، ودفعت أهالي نحو عشرين بلدة من المنطقة الجردية يعبرونها يومياً، إلى العودة لاستخدام الطريق القديمة والوحيدة التي تربطهم بوسط وساحل الضنية وبطرابلس، مع ما يكلفهم ذلك من وقت إضافي ومشقّات لا عديد لها.
فمنذ صباح يوم السبت الماضي تعالت النداءات من سكان المنطقة للمسؤولين لإعادة فتح الطريق ورفع الصخور الضخمة المنهارة عنها، إلّا أنها لم تلقَ آذاناً صاغية منهم، باستثناء زيارة يتيمة قام بها المدير الإقليمي لوزارة الأشغال في الشمال الياس عقل ومهندسون من الوزارة أمس، يرافقهم وفد من اتحاد بلديات الضنية، وعادوا منها نافضين يدهم من الموضوع.
رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية أوضح لـ«الأخبار» أن عقل قال له إن «الوزارة ليست مسؤولة عن الطريق بعد، لأنها لم تتسلّمها من مجلس الإنماء والإعمار المشرف على إنجازها، والذي يعمل على حل خلافات مالية وإدارية مع المتعهد، وهي خلافات يعود بعضها إلى أيام المتعهدين الأربعة الذين سبقوه، وتسببت بتأخير إنجاز الطريق عن موعدها المفترض نهاية عام 2006، فضلاً عن أخطاء في التنفيذ والالتزام بالمواصفات المطلوبة توالى عليها المتعهدون تباعاً».
وفيما أشار سعدية إلى أن مهندسين رافقوا عقل أكدوا «صعوبة فتح الطريق لأن رفع الركام سيزيد الانهيارات ويزيد الوضع تعقيداً، وأن جدار الدعم المفترض إنشاؤه لمنع الانهيارات يحتاج إلى أموال إضافية ليست متوافرة»؛ لفت عبد المعطي ديب (سائق تاكسي) إلى أن «عبور الطريق القديمة يستغرق منا وقتاً إضافياً يزيد بحدود نصف ساعة كانت توفرّه علينا الطريق المقطوعة»، بينما نبّه أحمد هرموش (عامل) إلى أن الطريق القديمة «قد تنقطع بدورها إذا تساقطت الثلوج أو تكوّن الجليد عليها، ما قد يعزلنا عن العالم نهائياً».