خضر سلامةيطوّر الطفل الخوف من العتمة عندما يبلغ عامين تقريباً، وعلاج هذا الخوف لا يكون باللجوء دوماً إلى إضاءة نور خفيف، لأن ذلك سيجعله معتاداً على النوم في غرفة مضاءة، حسب المعالجة والطبيبة النفسانية ليليان نيميت بيار التي تقول إن «حالات الخوف هي مرحلة ضرورية في بدايات الطفولة، وتنتهي مع الوقت، لا تجدي محاولات تهدئة الطفل، الأفضل هو اللجوء إلى مساعدته على تقطيع الوقت، كقراءة قصة أو النوم إلى جانبه».
وترى بيار أن عامل العتمة ليس وحده ما يخيف الطفل، بل ما يخيفه أكثر هو ما تطوره العتمة في مخيلته، من أشباح ووحوش وغيرها من الأفكار التي تجعله يكتشف الجانب المظلم من خياله، «في هذا العمر، الطفل لا يعرف الفارق بين الواقع والخيالي، كل شيء ممكن: الأم يمكن أن تصبح ساحرة شريرة، وتصبح هكذا عندما تغضب وتنهرنا، الأب يمكن أن يصبح تنيناً، والجو القلق في الليل يطوّر هذه الأفكار ويرتّبها في مخيلة الطفل».
«الحل هو بإرسال الطفل إلى النوم عندما يشعر بأنه في حاجة إلى النوم، لا غصبه على ذلك، وأيضاً، أن لا يوضع في السرير مع قبلة فقط، بل أن يمضي الأهل وقتاً معه في الغرفة، «في يومنا، يمضي كثير من الأهل يومهم بعيداً عن أولادهم نهاراً، ويبقى المساء المدة الوحيدة التي تتيح لهم التقرب من طفلهم وتعويض النقص النفسي والعاطفي الحاصل لديه، ولتجنب تطور ضعف العلاقة وتلاقيها مع مشكلة الكوابيس أو الخوف، على الأهل أن يقرأوا قصة ما لطفلهم، أو يغفوا قربه ويلاعبوه قليلاً قبل أن ينام، وألا يعمدوا إلى نهره من أجل أن يخلد للنوم، ولا أن يظهروا انفعالاتهم أو مشاكلهم أمامه ليلاً».