فادية حطيطوصلني أس أم أس من صديقتي تقول إنها ذاهبة إلى يو أس إي. شعرت بالغيظ إذ إنني كنت قبل يوم واحد قد أرسلت بالدي اتش ال مغلفاً كلفني كثيراً. ثم اقترحت عليّ أن نلتقي في دي تي. سألتها أين يقع ذلك المكان، فقالت بسخرية إنه الداون تاون. خجلت من نفسي وقلت لها اوكي، واتفقنا على أن أمر عليها بعد أن أنهي التسوق من تي أس سي. هناك أخبرتني أنها اشتركت في دي أس أل وصارت تتكلم مع ابنتها على أم أس أن لمدة طويلة. أعجبني الأمر، وقررت أن أفعل مثلها. سألتها إن كان بإمكاني وصل خط أم تي سي، فقالت لا أعرف. ثم أخبرتها بأنني ألقيت أمس محاضرة عن نظام ال ام دي في الجامعة. وأني تعذبت كثيراً لأن اللاب توب تعطل واضطررت إلى أن أنقل النص على يو أس بي من أجل عرضه على الباور بوينت، وأيضاً الأمر لم يكن هيناً، إذ إن أل سي دي لم يعمل فوراً. ضحكت صديقتي وقالت: هكذا يكون الدخول في الحداثة بعد الخمسين، عذاب في عذاب. لم يرقني تعليقها. وقلت لها إن الآي تي اليوم لم تعد حداثة بل صارت أقرب إلى الثقافة التقليدية، وإن الخمسين لم تعد عمر الكهولة. لم تكن صديقتي تحب المجادلات كثيراً، فغيّرت الموضوع بسرعة وأخبرتني أنها تشاجرت مع ابنها لأنه سهر كثيراً في النايت كلوب، وحجته أن الدي دجي كان رائعاً. ولكن الذي يزعجها كثيراً هو أنه منذ أن دخل إلى معهد سي أم آي فإنه لا يدرس جيداً، وهو يمضي الوقت إما يشاهد مباريات الأن بي أي أو يلعب على البي أس تري (أي بلاي ستايشن ثري). وكل يوم وآخر يذهب إلى محل جي أس ليشتري تي شيرت جديدة، لم أنتبه إلى بقية كلامها، إذ رحت أفكر هل التي شيرت مؤنث أم مذكر. ثم سألتها عن ابنتها، فقالت إنها حالياً تحضر الأم بي أي بعدما أنهت ألبي أس في اختصاص السي سي إي في الآي يو بي. أما ابنتها الثانية فهي في الأل آي جي تدرس بي آر وهي تفكر بأن تعمل أم آي تي بعد التخرج. قلت لها لماذا لا تعمل أم دو في الجامعة اللبنانية، فقالت إنها تفكر في ذلك أيضاً. ثم سألتها: «هل شاهدت الأل بي سي أمس؟» قالت: «لا أنا لا أشاهد سوى أو تي في أو أن بي أن». فجأة انتبهت إلى أن صديقتي غيّرت اللوك، فقلت لها: «ماذا تغير بك، هل عملت بيرم (أي بيرمانت)؟» فقالت: «نعم وعملت أيضاً هاي لايتنغ، ما رأيك؟» قلت لها: «واو، ولكن لماذا كل هذا؟ ماذا لديك في الستايت؟» فقالت: «لدي دعوة من إحدى ال أن جي اوز في دي سي». سألتها كيف صارت إنكليزيتها، فأجابتني: «ما زالت ضعيفة، وسأغتنم فرصة كوني في أميركا لأعمل براكتس». ودّعتها متمنية لها طيب الإقامة. وتوقعت أن تعود بلبلاً أميركياً. وحسدتها مسبقاً لأنها لن تعود مضطرة مثلنا لأن تضع كلمة عربية بين كل كلمتين أجنبيتين. ثم فكرت أن الأمر ليس في الحقيقة خطيراً جداً، إذ قريباً سيأتي يوم لن نستعمل فيه كلمات أصلاً بل سنكتفي بالحروف. وفكرت أن الأمر حينها سوف تنشأ عنه عوارض أشبه بالبي تي أس دي، ولن يكون له علاج له سوى بتغيير الدي أن آي أو اللجوء إلى أن أس دي جي (؟) أو شيء من هذا القبيل.