غادة دندشإن الجسم البشري قادر على إنتاج طاقة كهربائية كافية لتغذّية وتشغيل مولّدات صغيرة nanogenerateurs. هذا ما أوردته مجلّة Futura-Sciences التي تتابع منذ سنوات عمل الباحث زونغ لين وانغ، وهو يرأس فريقاً من الباحثين الأميركيين في معهد جورجيا للتكنولوجيا في أتلانتا في الولايات المتّحدة. تركزت أبحاث هذا الفريق منذ سنوات على فكرة محاولة إيجاد مصادر للطاقة تنتج كميات صغيرة جدّاً من الكهرباء كافية لتشغيل أجهزة لا تحتاج إلى البطّاريات والمصادر الكبيرة. مرّت التجارب بعدّة مراحل، كانت تتمكّن فيها من توليد الطاقة الكهربائية بكمّيات صغيرة، لكن باستخدام تقنيات هشّة غير قابلة للاستخدام الشائع.
وفي النتائج الأولى التي حقّقها الفريق، والتي تبدو قابلة للاستخدام بعد تطويرها، يبدو أن إصبعاً بشريّاً يعمل على لوحة مفاتيح يستطيع أن ينتج نحو عشرين ميليفولت، أمّا حيوان الهامستر فيستطيع خلال ركضه المتواصل داخل قفص دائري أن ينتج 70 ميليفولت. أما الجهاز الناقل لهذه الطاقة فهو عبارة عن ألياف متناهية الصغر قادرة على تحويل الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية. وقد استخدم الفريق ألياف أوكسيد الزنكnanofibres d>oxyde de Zinc التي تتمتّع بهذه الميزة حيث وصلها إلى إصبع العامل على لوحة المفاتيح وعلى ظهر الهامستر الراكض داخل قفصه الدائري. يبدو أن أي تغيير في الشكل أو احتكاك بسيط أو حتى التعرّض المتواصل للـ ultrasons أو الارتجاجات يجعل هذه الألياف تولّد تيّاراً كهربائياً. يعتبر الفريق أن علّة المصادر الحيوانية أنها غير ثابتة بسبب حتمية توقّفها بين الحين والآخر لأنها تحتاج إلى الراحة، ما يؤدّي إلى انقطاع «التيّار الكهربائي». لكن الدكتور وانغ يؤكّد أن الجهاز الذي يبلغ طوله الآن أقلّ من سنتيمترين، ويتألّف من أربع مجموعات من الألياف لا يتعدّى محيطها ثلاثة إلى خمسة ميكرون، وطول الواحدة منها مئتان إلى ثلاث مئة ميكرون، سوف يصبح مع مرور الوقت ومتابعة الأبحاث أكثر صغراً فيمكن زرعه داخل الجسم البشري قرب عضلة ناشطة. ويؤكّد وانغ وفريقه أنه خلال خمس سنوات سوف يكون هناك ألبسة مولّدة للطاقة كافية لتشغيل الهواتف النقّالة وبعض الأجهزة المماثلة الأخرى.