البقاع ـــ أسامة القادرييكثر الحديث عن الحفر والانهيارات التي سبّبتها العاصفة الأخيرة في مختلف المناطق اللبنانية، إلّا أن حفرة «قب الياس»، عبّارتها سابقاً، لم تكن تنتظر المطر لتسبّب مشكلة لأهالي المنطقة والعابرين عليها. ففي شهر آب الفائت تعرّض جسر يقع على طريق قب الياس ـــــ مشغرة للانهيار مسبّباً انهيار العبارة أيضاً، وقد طلبت البلدية من وزارة الأشغال إصلاحها. لبّت الوزارة الطلب بعد وقت متأخر، كما يوضح رئيس بلدية قب الياس ـــــ وادي الدلم فياض حيدر، مضيفاً إن تلزيم العمل بها حصل في شهر تشرين الثاني، واتفق مع المتعهد على أن يقوم بعمله ضمن ثلاث مراحل. لكن المتعهد لم ينجز إلا المرحلة الأولى من العمل وترك الحفرة مكشوفة منذ ذلك الوقت، لتصبح أشبه بحاجز إجباري بعرض 4 أمتار وطول 5 أمتار، يصطاد المواطنين وآلياتهم، وخصوصاً أنها «تقع» في وسط طريق قبّ الياس، الذي يربط البقاع الأوسط بالغربي وبالجنوب اللبناني، أي إنها تمثّل شرياناً أساسياً للمواطنين. هؤلاء يعبّرون عن استيائهم للإهمال الحاصل، فيسأل سائق التاكسي حسن الزغلول، الذي يعبر هذه الطريق يومياً 4 مرات ذهاباً وإياباً، عن أسباب التأخير في إنجازها: «ما بيكفي الطريق ضيقة، إلا إجوا يكملوا الدفّ بالجورة!». ويحتار أبو محمد الحاراتي في اختيار الاسم الذي يطلقه على زيارة وزير الأشغال إلى البقاع قبل فترة: «ألم يرَ خطورة هذه العبّارة؟ المصيبة أنّ كلّ نواب المنطقة يعبرون عليها والحمد لله ولا واحد منهم شافها أو وقع فيها». عموماً، لا مشكلة إذا وقع أحدهم، ذلك أن الحفرة تجاور مركز الصليب الأحمر اللبناني، الذي يقوم متطوّعوه بعمل شبه يومي لإسعاف ضحايا الحوادث المتكررة هناك. هذا ما يدفع محمد المحنطو إلى القول بغضب: «مش معقول تبقى العبارة هيك، بتهدد أرواح ولادنا وبتخرب سياراتنا». ويلفت إلى أنها تصبح أكثر خطورة خلال أوقات معينة في النهار لأنها «تتمترس بين المدارس والثانويات».
لذلك يطالب رئيس البلدية فياض حيدر وزارة الأشغال بالضغط على المتعهد لإنجاز العمل، وخصوصاً أن حالة الجوّ تحسنت. يقول: «نحن نعلم أن العمل في مجاري الأنهر يصعب في أوقات الشتاء، نناشد المتعهد الإسراع في تنفيذ العمل من أجل سلامة المواطنين، ورحمةً بأوضاع الناس».